قال اللواء أركان حرب بحري أحمد خالد سعيد قائد القوات البحرية: إن القوات شهدت في الآونة الأخيرة عملية إحلال وتحديث للأسطول البحري في إطار الخطة الإستراتيجية الشاملة للقوات المسلحة والتي تولى إهتمامًا كبيرًا بتحديث وتطوير كافة أسلحة ومعدات القوات المسلحة لمواكبة التطور العلمى والتقدم التكنولوجى في جميع المجالات.
وأضاف سعيد أن الصفقات التي تم تسليح القوات البحرية بها على مدار العامين الماضيين ساهمت بشكل مباشر في رفع القدرات القتالية للقوات البحرية والقدرة على العمل في المياه العميقة والاستعداد لتنفيذ المهام بقدرة قتالية عالية في أقل وقت مما يساهم في دعم الأمن القومي المصري في ظل التهديدات والعدائيات المحيطة بالدولة المصرية حاليًا.
وأشار إلى أن امتلاك قوات بحرية قوية وحديثة يتطلب تكلفة تشغيلية عالية، وذلك بالنظر إلى المهام التي تؤديها، مؤكدا أن القوات البحرية تعتبر تلك التكلفة صغيرة، لأنها تؤمِّن مصادر الثروات القومية بأعالى البحار مثل حقول الغاز والبترول، بالإضافة إلى أن القاطرة الاقتصادية وعجلة تنمية الدولة التي تسير بخطي ثابتة لابد لها من قوة عسكرية قوية تحميها.
وأوضح قائد القوات البحرية أن مصر من أوائل الدول في الشرق الأوسط التي تمتلك هذا الطراز من الغواصات، التي تساهم في رفع تصنيف الجيش المصري والقوات البحرية بقدراتها القتالية العالية، مشيرا إلى أن طول مدة بقائها بالبحر والقدرة على تحمل البحر مع تنوع الأسلحة بها تمكنها من إدارة الأعمال القتالية منفردًا أو بالتعاون مع الوحدات والتشكيلات البحرية وكونها سلاح إستراتيجي قادر على تنفيذ المهام في سرية تامة ولمسافات بعيدة عن حدود الدولة المصرية.
وأكد أن القوات البحرية تستخدم الغواصات منذ منتصف القرن الماضى وهذا ليس تحول جديد على القوات البحرية المصرية، وإنما هو رفع للقدرات القتالية للقوات البحرية ليتناسب مع المتغيرات الإقليمية المحيطة بنا، مشيرا إلى أنه تم الاتفاق على عقود الصيانة والتأمين الفنى من خلال عقود متكاملة بين الجهات المختصة بالقوات البحرية والشركة المصنعة للغواصة، وتلتزم الشركة المصنعة بالإمداد والتأمين الفنى لتلك الوحدات وتأتي أهمية ذلك لضمان جاهزية الغواصة للقيام بكافة المهام المطلوبة في التوقيت المناسب.
ولفت سعيد إلى أنه تم إعداد أطقم الغواصات الألمانية على مرحلتين: الأولى مرحلة الإعداد والتجهيز بالقوات البحرية من حيث الإعداد “اللغوى / البدنى / التأهيل الذهنى لاستيعاب التكنولوجيا الحديثة / النواحى الأمنية”، والثانية تتضمن مرحلة الإعداد والتجهيز بألمانيا بواسطة الخبراء المختصين بالتدريب ونقل الخبرة إلى الطاقم المصرى من خلال دورات تدريبية “نظرية / عملية” والتدريب أثناء رباط الغواصة على الرصيف وبالبحر ولفترات طويلة لإتقان السيطرة على الغواصة فوق وتحت السطح.
وأشار إلى أن الطاقم المصرى أبحر بالغواصة من دولة ألمانيا إلى جمهورية مصر العربية بمفردهم بعد إتقان التدريب بأنواعه المختلفة على الغواصة الألمانية طراز (209) بمسافة إبحار أكثر من 3600 ميل في ظروف جومائية صعبة.
وأكد قائد القوات البحرية أن القيادة السياسية اهتمت بتطوير الصناعات البحرية الثقيلة متمثلة في التطوير الذي تم بالفعل لترسانة الإسكندرية التابعة لجهاز الصناعات البحرية للقوات المسلحة، لكى تواكب في معداتها وأجهزتها أحدث ما وصل إليه العلم والتكنولوجيا العالمية، وافتتحها السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي بعد التطوير في مايو 2015.
وأشار إلى أن القوات البحرية قامت ببناء عدد من السفن بالسواعد المصرية من خلال مسارين أولهما: التصنيع المشترك في الترسانات البحرية المصرية مع الدول الصديقة والشقيقة، وتم تصنيع لنشات مرور سريعة من مختلف الطرازات، وجار تصنيع 3 قرويطة من طراز جويند بالتعاون مع الجانب الفرنسى، والثاني التصنيع الكامل للوحدات البحرية بالسواعد المصرية، وتم تصنيع سفن من طرازات عدة منها (سفن الدحرجة – السفن المساعدة Tug Boats – الكراكات).
وأضاف أن القوات البحرية تعمل على أن نصل في المستقبل على التصنيع الكامل للوحدات البحرية بالأيادى والتكنولوجيا المصرية، مضيفا أنه في ظل التهديدات المتناهية للدول المجاورة كان يجب تحديث وتطوير السلاح المصري، وأن تلك الغواصات تعتبر من أحدث الغواصات التقليدية على المستوى العالم، مشيرا إلى أن تحديث سلاح الغواصات هو أمر طبيعى يحدث في كل بحريات العالم لمواكبة التطور التكنولوجي طبقًا للمتطلبات العملياتية للدول، مؤكدا أن الغواصات هي قلب القوة البحرية وتعتبر سلاح إستراتيجي وقوة ردع حاسمة في أي صراع مسلح فهو السلاح الوحيد القادر على مفاجأة العدو وفي سرية تامة.
وأوضح قائد القوات البحرية أنه بالرغم من الفترة العصيبة التي مرت بها جمهورية مصر العربية أثناء ثورة 25 يناير 2011م حتى 30 يونيو 2013م إلا أن العلاقات التاريخية الوطيدة بين جمهورية مصر العربية ودولة ألمانيا أسهمت في إنهاء التعاقد على صفقة الغواصات عام 2011م وإتمام استلام الغواصة الأولى وجار تجهيز الغواصة الثانية للاستلام والإبحار للعودة إلى أرض الوطن في الربع الأخير من العام الجاري.
وأشار إلى أن القيادة العامة للقوات المسلحة حريصة على تنفيذ إستراتيجية شاملة لتطوير وتحديث القوات البحرية ودعم قدراتها على مواجهة التحديات والمخاطر الحالية في المنطقة لتعزيز الأمن والاستقرار بالمنطقة، ويقينًا بمدى أهمية الحفاظ على القدرات القتالية للقوات البحرية خاصة بعد تنوع المهام الحالية التي تنفذها القوات البحرية من تأمين كافة موانئ جمهورية مصر العربية الرئيسية التخصصية بصفة دائمة وعلى مدار (24) ساعة، والمحافظة على انتظام حركة الملاحة البحرية وتأمين المياه الإقليمية والاقتصادية، ومنع أي اختراقات لسواحلنا ومنع عمليات تهريب الأسلحة والمخدرات ومكافحة عمليات الهجرة غير الشرعية.
وتابع: “وكذا تأمين خطوط مواصلاتنا بالإضافة إلى تأمين حركة ملاحة للسفن التجارية بالمجرى الملاحى لقناة السويس في الإتجاهين الشمالى والجنوبي، وتأمين المنشآت الحيوية على الساحل وبالبحر من منصات وحقول البترول والغاز الطبيعى، وكذا القيام بأعمال المعاونة والإنقاذ في حالات الكوارث والأزمات”.
وأوضح أن القيادة العامة للقوات المسلحة لم تبخل في السعي الدائم لتطوير وتحديث القوات البحرية حتى تواكب بحريات الدول العظمى من خلال الإعداد والتجهيز لاستقبال الغواصات وبناء أكبر هنجر مجهز برصيف لتراكى الغواصات (209/1400)، ومبنى محاكي للتدريب على القيادة والتحكم بالغواصة لتدريب الأطقم.
وأكد قائد القوات البحرية أن الفرد المقاتل المصرى منذ انضمامه للقوات البحرية وأثناء خدمته، إنما هو في منظومة تعليم وتدريب وتطوير مستمرة من خلال التأهيل الأساسي داخل المنشآت التعليمية للقوات البحرية من خلال الدورات التأهيلية المختلفة طوال فترة خدمته بما يحقق المواكبة لأحدث ما وصل إليه العلم والتكنولوجيا في المجال البحري، كما أن التدريب المستمر الذي نحرص عليه داخل قواتنا البحرية، يؤدى لوصول الفرد المقاتل إلى درجة الإحترافية في أداء المهام المسندة إليه.
وأشار إلى أنه جار الآن إعداد وتجهيز طاقم الغواصة الثانية لغويًا وبدنيًا ونظريًا بالقوات البحرية وبالاستفادة من خبرة طاقم أول غواصة مصرية (41) لتحقيق أعلى استفادة أثناء التدريب على أيدى الطاقم الألماني، إضافة إلى أن الضابط البحرى يتخرج من الكلية البحرية ثم يلتحق بلواء الغواصات ويتم إعداده وتجهيزه وتدريبه للعمل على الغواصات من خلال دورات تدريبية بتفرغ كامل خلال فترة زمنية محددة ليكون جاهز للعمل بالغواصات.
ولفت سعيد إلى أن القوات البحرية تقوم بتأمين مصادر الثروات القومية بأعالى البحار مثل حقول الغاز والبترول، بالإضافة إلى تأمين الاتجاهات الإستراتيجية المختلفة بالتعاون مع الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة والتشكيلات التعبوية إلى جانب إكتشاف حقل الغاز (شروق) في البحر المتوسط والذي يمثل مستقبل مصر في التنمية الاقتصادية مما يتطلب وجود قوة عسكرية قوية تحميه.
وتابع: “بإمتلاك القوات البحرية وحدات حديثة مثل (الغواصات 209/1400) لها القدرة العالية للبقاء بالبحر لفترات طويلة وتمتاز بالإتزان القتالى العالى وسرية عملها حيث يمكنها تنفيذ مهامها منفردة أو بالتعاون مع تشكيلات البحرية وبذلك أصبحت القوات البحرية قادرة على حماية الإستكشافات الجديدة وتأمين مصادر الطاقة من الغاز الطبيعى والبترول في كل من البحر الأحمر والبحر المتوسط”.
وأكد اللواء أركان حرب بحري أحمد خالد سعيد قائد القوات البحرية أن الغواصة المصرية طراز (209/1400) بمثابة إضافة تكنولوجية هائلة لإمكانات القوات البحرية ودعم قدراتها القتالية على حماية الأمن القومى المصرى، ومواجهة التحديات والتهديدات المختلفة التي تمس أمن وسلامة السواحل والمياه الإقليمية المصرية، حيث تتميز الغواصات طراز (209/1400) بقدرات قتالية عالية تنبع من قدراتها على حمل أنواع مختلفة من التسليح القوى مثل ( الصواريخ /الطوربيدات / الألغام ) وبالتالي تتنوع مهامها القتالية ومن خصائصها العمل في سرية تامة وعلى مسافات بعيدة ولفترات زمنية طويلة دون الحاجة إلى دعم من الوحدات البحرية الأخرى..