قمة العشرين.. ماذا يحمل ترامب للقارة العجوز؟
انطلق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في جولة أوروبية يحضر خلالها اجتماعا لمجموعة العشرين بألمانيا؛ حيث يبدأها بخطاب اليوم أمام آلاف الاشخاص في ساحة العاصمة البولندية "وارسو" يعرض فيه رؤيته للعلاقات مع أوروبا.
وتبدأ الجولة التي ستستمر 4 أيام في وارسو، حيث يلقي ترامب خطابا تعتبره أوساطه المحطّة الأبرز في زيارته لهذا البلد الأوروبي، قبل أن يتوجه إلى هامبورج -شمالي ألمانيا- للمشاركة في قمة مجموعة العشرين، وهي الأولى التي يحضرها، وستناقش خلالها عدة قضايا شائكة، بينها الخلاف بين أمريكا وأوروبا والعلاقات التي تتزايد صعوبة مع الصين.
وترافق ترامب زوجته ميلانيا، وكذلك ابنته إيفانكا، إلى جانب زوجها جاريد كوشنر، ويخيم على الجولة، التجربة التي أجرتها كوريا الشمالية على صاروخ عابر للقارات، يمكن تزويده برأس نووي، وقادر على الوصول إلى ألاسكا.
وتعهد ترامب في الماضي بأنه لن يسمح لكوريا الشمالية بامتلاك مثل هذا الصاروخ، وسينتظر حلفاؤه وخصومه؛ ليروا ما إذا كان تهديده سيتحول إلى أفعال أم لا، وبعد دعوته الصين مرارا إلى تشديد ضغوطها على حليفتها بيونج يانج، سيعقد ترامب لقاء ينتظر أن يكون صعبا مع الرئيس الصيني لتحديد الخطوات المقبلة.
وكتب ترامب في تغريدة له على موقع "تويتر" للتواصل الاجتماعي لافتا إلى أن "التجارة بين الصين وكوريا الشمالية ازدادت بمعدل يصل إلى 40% في الفصل الأول من العام. ذلك يدل على أن الصين لا تعمل معنا، ولكن كان علينا أن نجرب".
يأتي هذا في وقت تهدد فيه عدد من الدول بالخروج من الاتحاد الأوروبي، وقال وزير الخارجية الألمانية زيجمار جابرييل اليوم قبل قمة مجموعة العشرين في مدينة هامبورج، إن بلاده قلقة من أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد يبدأ حربا تجارية مع أوروبا.
وأضاف لإذاعة دويتشلاند فونك: "هناك أمور تبعث على القلق الكبير من أن تبدأ الولايات المتحدة حربا تجارية مع أوروبا"، دون أن يذكر المزيد من التفاصيل، مشيرا إلى أن "برلين ستواصل عبر الحوار، السعي إلى وضع يكون بمقدور ألمانيا والولايات المتحدة فيه العمل معا"، لافتا إلى أنه "لا يوجد خطر حاليا بحدوث تصعيد عسكري في الأزمة القطرية، بل إن هناك تقدما في هذا الصدد".
ووفقا لعدد من وسائل الإعلام الأمريكية؛ سيلتقي الرئيسان الأمريكي والروسي لإجراء محادثات يرتقبها الكثيرون، في وقت يخضع فيه العديد من مساعدي ترامب للتحقيق من قبل المباحث الفيدرالية بالولايات المتحدة؛ بسبب شبهات حول علاقاتهم مع موسكو، واتهامات الاستخبارات الأمريكية المتعلقة بتدخل موسكو في انتخابات الرئاسة التي جاءت بترامب رئيسا للبلاد خلفا لباراك أوباما.
وأجبر عدد من موظفي البيت الأبيض على تعيين محامين للدفاع عنهم، في وقت يبدو فيه ترامب مترددا فيما يتعلق الاعتراف بالتدخل الروسي بعملية الاقتراع أو انتقاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ووصفه الشكوك ضد مساعديه بأنها "أخبار زائفة".
ووفقا لنفس الوسائل فإن ترامب سيستغل الخطابات التي سيلقيها خلال زيارته لأوروبا؛ للرد على مهاجميه، وفي بولندا سيعتلي المنصة في ساحة كراسينسكي التاريخية؛ حيث يتوقع المنظمون تجمع عشرات الآلاف.
بدوره أعلن ستانيسلو بيتا -عضو البرلمان عن حزب القانون والعدالة- لوكالة فرانس برس: "من المهم أن يشعر الرئيس الأمريكي بالراحة خلال زيارته بولندا"، وأضاف بيوتر بوراس -من المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية- إنه "بعد زيارة ترامب الكارثية إلى بروكسل وتاورمينا، يمكن للرئيس الأمريكي تحسين صورته بين مواطني دولته إذا ما حصل على صور ودية مع زعماء أوروبا ولاقي ترحيبا من الحشود في كلمته العلنية ببولندا".
وصرح مستشار الأمن القومي الأمريكي ماكماستر أن ترامب "سيعرض رؤيته ليس فقط بالنسبة لعلاقة أمريكا المستقبلية مع أوروبا، ولكن كذلك تحالفنا المستقبلي بين جانبي الأطلسي، وما يعنيه لأمن وازدهار أمريكا".
ورغم أن وارسو ربما تكون المحطة الأقل تعقيدا في جولة ترامب، إلا أنها لا تخلو من الصعوبات؛ نظرا لأن البولنديين يترقبون لرؤية ما إذا كان بإمكانهم الاعتماد على التزامه المتردد تجاه أمن أوروبا، وتعتبر بولندا والعديد من الدول الأخرى في شرق ووسط أوروبا، حلف شمال الأطلسي واتفاقه المتبادل للدفاع المشترك كرادع لروسيا، وضمانة لاستقلال هذه الدول.
وقال ترامب مؤخرا إنه لا يزال يؤيد مبدأ الحلف للدفاع المشترك عن الجميع، إلا أنه انتقد حلفاءه الأوروبيين بسبب عدم إنفاقهم أموالاً كافية للدفاع عن أنفسهم.