كتاب “المسلمون والأقباط فى التاريخ” للكاتب والباحث فكرى أندراوس، والصادر عن دار الثقافة الجديدة، يقرأ العلاقة بين المسلمين والأقباط عبر التاريخ وكيفية استغلال الاستعمار لها، ثمرة شغل طويل بين المراجع والبحوث وكان هذا أول بداية له فى الكتابة بعدما تقاعد على المعاش، حيث إنه كان يعمل أستاذا فى الكيمياء وكان يعمل فى عدة شركات.
ومن الواضح أن الكاتب فكرى أندراوس كان يوجد لديه حلم، وهو حلم الكتابة، فقام ببذل مجهود كبير بين الأبحاث والكتب، ليخرج بهذا بكتاب فى ليناقش العلاقة ما بين المسلمين والأقباط فى تاريخنا، وبروح موضوعية وعلمية.
والكتاب يوضح الحياة والمشاكل التى كانت موجودة فى فترات مختلفة فى تاريخنا الذى يحتوى على العديد من القصص فتناول فترات الاضطهاد للأقباط من جانب المسلمين، وأيضاً اضطهاد المسلمين من جانب الأقباط واستغلال العلاقة من جانب الاستعمار، وترجع اهمية الكتاب إلى أن أى دراسة علمية موضوعية لهذا الموضوع مفيدة جدا لأننا نعانى من توتر ما موجود أو كان موجود وبدأ الآن يختفى.
ويقول الكاتب، إن قراءة التاريخ بموضوعية والبحث عن جذور وأسباب المشكلات التى حدثت ما بين الطرفين هى الخطوة الأولى لتغيير المسار المنحدر الذى وصلت إليه هذه العلاقة فى الوقت الحالى، وذكر الكاتب فى الفصل الأول أن المسيحية دخلت مصر من الباب الخلفى، باب الخدم والفقراء والعبيد، إلا أنها ساوت بين جميع البشر أى أنها ساوت بين المصريين وأسيادهم من الإغريق والرومان.
ويشير أندراوس فى كتابه “أن الأقباط رأوا فى الإسلام نازلة أنزلها الله لهم من السماء، لكى ينتقم لهم بها من الظالمين، ومع ذلك فهم كرهوا دين الإسلام، وهو ما يستدل عليه بكل صفحة من صفحات تاريخهم، كما تناول الكتاب شخصية “عمرو بن العاص” ويقول الكاتب أنه يمتلك شخصية قوية وفذة وقائدًا ذكيًا وشجاعًا من قادة المسلمين الأوائل، ولكن شأنه شأن أى شخصية تاريخية مهمة كان به بعض السلبيات، ولم يكن على مثاليات الإسلام الأولى، وخصوصا بعد فتوحاته فى الشام ومصر.
كتاب “المسلمون والأقباط فى التاريخ”، مقسم إلى 12 فصلا، تناول فيهم العلاقة الملتبسة ما بين المسلمين والأقباط فى مختلف العصور بداية من دخول المسيحية إلى مصر، ومرورا بالدولة العثمانية، وعصر المماليك، ووصولا إلى عصر ما بعد الثورة وحتى الآن. وتناول إندراوس فى الفصل الأخير “دور الكنيسة المعاصرة ومحاولات التجديد”، وأشار إلى أن مدارس الأحد هى التى بدأت محاولات الإصلاح الكنسى فى الأربعينيات من القرن العشرين، وينفى أن تكون تلك الحركة رد فعل للمد الإسلامى المتطرف، فيوضح أن هذه الحركة بدأت لمقاومة غزو المبشرين الغربيين التى يعتبرها تهديدا للكنيسة المصرية.