وسط انشغال العرب بما يحدث في سوريا وليبيا واليمن والعراق، تحاك في المملكة الأردنية الهاشمية مؤامرة محكمة تهدف لإسقاطها وزعزعة استقرارها، أحداث متتالية طالت جسدها بهدف تمزيقه بـ«مشرط الخيانة».
الغرق الاقتصادي
أراد لها الجميع الغرق في دوامة اقتصادية حركت الغضب الشعبى، وشهدت المملكة تظاهرات عاتية ذكرت الجميع بما وقع في دول المنطقة إبان أحداث الربيع العربي.
تدخل الملك عبد الله عاهل البلاد في اللحظات الحاسمة، ونجح في إنقاذ المملكة من عاصفة الغضب الشعبى، وتم إقالة أو استقالة حكومة هانى الملقى، على خلفية قانون ضريبة الدخل الذي فجر الأزمة، وقام بتكليف عمر الرزاز بتشكيل حكومة جديدة وسط توصيات بفتح حوار مجتمعى لإخراج عمان من نفق مظلم حفرته مجموعة أطراف مختلفة جمع بينهما الهدف المشترك وهو إسقاط الملك ذاته وإدخال المجتمع في دوامة عنف فوضوي.
اختفاء الملك
وفي خضم أزمة الاحتجاجات الشعبية، برزت على الساحة الأردنية شائعة هي الأخطر من نوعها متعلقة باختفاء الملك عن الدولة بدون أسباب معلنة عقب زيارته إلى العاصمة الأمريكية «واشنطن» وتقابل إعلام الإخوان والاحتلال في هدف إعلامي واحد متعلق باختفاء الملك وزرع الخوف في قلوب الأردنيين من مجهول ينتظر البلاد.
وعند عودة الملك عبد الله إلى البلاد، أوضح السبب وراء غيابه لمدة 40 يومًا، حيث ترددت شائعات حول اختفائه عقب زيارته للرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وأكد الملك عبد الله الثاني، خلال زيارته إلى رئاسة الوزراء وقتها، أنه كان في زيارة رسمية للولايات المتحدة الأمريكية للقاء الرئيس وعدد من المستثمرين.
وأضاف: أنا أسمع شائعات كثيرة من الداخل والخارج، فمن أين يأتون بهذه الأفكار؟! لا نعلم. مشيرًا إلى أنه التقى قيادات ومسئولين اقتصاديين في أمريكا؛ بهدف جذب الاستثمارات للأردن في شتى المجالات، وتوفير فرص العمل.
وأوضح أن لقاءاته في واشنطن مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وأركان الإدارة والكونجرس، تم التأكيد فيها على موقف الأردن الثابت والواضح من القضية الفلسطينية الذي يستند إلى حل الدولتين، بما يضمن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
عملية السلط
أزمة الاقتصاد وشائعة اختفاء ملك البلاد، أعقبها عملية إرهابية نوعية تؤشر على التصعيد الممنهج ضد الأردن، وفجر اليوم، شهدت العاصمة عمان عملا إرهابيا عرف إعلاميا بـ”عملية السلط”، راح ضحيتها عدد من رجال الأمن، وكشفت المخابرات أن تدخلها أنقذ الدولة من كارثة محققة، بعدما وضعت الخلية الإرهابية الموالية لـ”داعش” بنك أهداف لنقاط وارتكازات أمنية مستخدمة أسلحة نوعية تم العثور عليها بحوزتهم.
سر التصعيد
التصعيد ضد المملكة الأردنية لم يأتِ من باب المصادفة والأحداث جميعها ليست بعيدة عن ما تسمى «صفقة القرن»، وتصاعدت الوتيرة بعدما أعلن الملك عبد الله رفضه للخطة كما عبر عن تمسك بلاده بـ«الوصاية الهاشمية» على القدس، مواجها خطة تهدف لنزعها عقب قرار نقل السفارة الأمريكية لدى الاحتلال إلى القدس، كتمهيد لإعلان المدينة المقدسة عاصمة لإسرائيل.
وفي ورقة نشرها مؤخرا مركز بيجن – السادات، حذر الباحث الإسرائيلي، «إيب هاك» الأردن، من عدة أنواع من المخاطر التي قد يؤدّي إليها إعلان الفلسطينيين عن دولتهم من جهة واحدة، في مواجهة مشروع صفقة القرن.
وحذر الباحث اليهودي المختص في الشأن الأردني من انقطاع مفاجئ في مشاريع الطاقة والمياه المشتركة مع الاحتلال.
إضافة إلى ذلك أن قناعة الاحتلال المتزايدة بأن الأردن، لن يقبل بتهويد خور الأردن وتأسيس وضع إستراتيجي جديد يتجاوز اتفاق وادي عربة، والذي سيؤدي إلى تحولات ديموجرافية وسياسية غير مسبوقة لا تملك العائلة المالكة الموافقة عليها، الأمر الذي يستوجب رحيلها عن الحكم وترك البلاد بلا رأس تعيق أي خطط متعلقة بالمرحلة القادمة في لعبة ترامب.