«كل ما أروح مستشفى أخرج ببنتي ناقصة حتة».. «ملك» ضحية جديدة للإهمال الطبي
وقائع إهمال طبي بالجملة شهدتها المستشفيات والمراكز الطبية خلال الأشهر الماضية، الغريب أن قضايا الإهمال لم تعد مقتصرة على المستشفيات الحكومية فقط، كما كان معتادا في السابق، نظرًا لقلة الخدمات والإمكانيات المتاحة، لكن شبح الإهمال بدأ يخيم على المستشفيات والمراكز الطبية الخاصة.
«التحرير» رصدت إحدى وقائع الإهمال الطبي، التي كان ضحيتها طفلة صغيرة تدعى ملك إبراهيم، 6 سنوات، بدأت أحداث الواقعة حين سقطت هذه الطفلة من الطابق الثالث أثناء لهوها أعلى منزلها بمدينة الحوامدية التابعة لمحافظة الجيزة.
وتقول والدة الطفلة، إنها نقلتها إلى أحد المراكز الطبية فور سقوطها، وقدم الفريق الطبي بالمركز الإسعافات الأولية ونصحهم بنقل الطفلة إلى مستشفى قصر العيني، ومن هنا بدأت المعاناة، فبمجرد دخولنا إلى استقبال المستشفى أكد لنا الأطباء أن الطفلة تعاني من ارتجاج نتيجة سقوطها من طابق علوي وارتطام رأسها بالأرض وأن حالتها مستقرة.
تابعت الأم أصابتني حالة خوف على ابنتي، حينما شعرت أن حالتها تتأخر لا سيما أن رأسها بدأت بالتورم، وكان الجزء الخلفي من رأسها يزداد حجمًا بشكل مخيف، ولم تمر سوى أيام وفوجئت بأن ابنتي غير قادرة على القيام بأي حركة، وبدأت تدخل في حالة غيبوبة تستمر بالساعات دون أي تفسير من جانب الأطباء بالمستشفى حتى دخلت في غيبوبة تامة وكانت الصدمة الكبرى حين أخبرني أحد الأطباء أن ملك كانت مصابة بنزيف داخلي بالمخ، وأن الفريق الذي وقع عليها الكشف عند دخولها المستشفى وبمنتهى البساطة أجابني أحدهم: "معلش مخدناش بالنا إن كان عندها نزيف في المخ".
أضافت الأم، علمت بعد ذلك أن النزيف الذي أصاب طفلتي تسبب في ضغط على خلايا المخ وتجلط بالخلايا، واستمرت في غيبوبة لمدة قاربت الشهرين، ثم طلب الأطباء مني التوقيع على تقرير بالموافقة على إجراء عملية جراحية لمحاولة سحب التجمعات الدموية من خلايا المخ، وبالفعل تم إجراء الجراحة لكن كانت المفاجأة أن نجلتي أصيبت بشلل جزئي نتيجة العملية، وبعد مرور 10 ايام تقريباً على إجراء الجراحة طلب مني الأطباء الموافقة على إجراء عمليتين واحدة لشق الحنجرة لمساعدة الطفلة على التنفس والأخرى لإجراء فتحة للمعدة لتسهيل عملية الأكل غير أنني رفضت في بداية الأمر خوفاً على نجلتي.
تابعت والدة الطفلة، أصر الأطباء على إجراء جراحة المعدة لتسهيل عملية تناولها الطعام ومن بعدها كانت حالتها تتأخر يومًا بعد يوم، وعلمت بعدها من طبيبة متخصصة أن نجلتي لم تكن بحاجة لإجراء عملية فتح المعدة لكن الأطباء أصروا على إجرائها بعدها نقلوا ابنتي إلى الطابق الأرضي بالمستشفى وهناك شاهدت إهمالًا لم أشهده من قبل حتى وصل الأمر إلى خروج مياه الحمامات إلى مكان رعاية المرضى ولم أكن قادرة على تحمل هذا الوضع فغادرت إلى مستشفى آخر خاص.
بعد مرور أيام فوجئت بإصابة «ملك» بناصور أسفل الظهر، فنصحني الأطباء بالذهاب إلى مستشفى أحمد شفيق بالدقي، وبعد إجراء العملية ساءت حالة ابنتي، وتأكدت من فشل العملية قمت بزيارة مستشفى الحسين، وهناك أكدوا لي أن العملية تسببت في تهتك جدار المعدة والغشاء، كانت الكارثة الكبرى حين اكتشفنا أن المهبل مفتوح على فتحة الشرج.
علقت الأم باكية: "كل ما أروح مستشفى بنتي تخسر حتة من جسمها سواء مستشفى حكومي أو خاص، وصرفت كل اللي حيلتي ودي بنتي الوحيدة ومش عارفة أعمل إيه".