لن تقتصر أزمة الطاقة في أوروبا على الشتاء فقط، وذلك بعد توقف خط أنابيب السيل الشمالي، ما أصبح الغاز محدودا والمنافسة المتزايدة على إمدادات الغاز الطبيعي المسال محدودة، بحسب ما نقلته شبكة «فرنسال ميرور».
وحذر فاتح بيرول، رئيس وكالة الطاقة الدولية، من أزمة الطاقة إذ تهدد بتحطيم الوحدة الأوروبية، وتطلق العنان لسيناريو الغرب المتوحش، وتكون التداعيات سيئة للغاية على الاقتصاد والسياسة.
أوروبا تواجه الكثير من الخسائر بسبب أزمة الطاقة
تخوض الاقتصادات الوطنية في أوروبا معركة خاسرة لتجنب الركود، وتكافح شركات الطاقة العملاقة الإفلاس ويتجلى يأس أوروبا بشأن إمدادات الغاز الطبيعي المسال البديلة في الأهمية، التي أولتها ألمانيا إذ قامت باتفاقي في 25 سبتمبر مع الإمارات لتزويدها بشحنة غاز طبيعي.
ووقعت ألمانيا أيضًا مذكرة تفاهم بشأن الإمدادات المستقبلية، لكنها لا تحدد مقدار الغاز الطبيعي المسال الذي ينطوي عليه، ولا تزال أسعار الغاز داخل الاتحاد الأوروبي مرتفعة للغاية، ما يؤثر على الأسر ويقضي على صناعته.
الصناعات الأوروبية تقلل من إنتاجها
وتتلاشى المراكز الصناعية في أوروبا، بسبب ميزة تنافسية مبنية على تبخر الغاز الروسي الرخيص في جميع أنحاء أوروبا، وتضطر الصناعات إلى كبح أو إيقاف الإنتاج بسبب ارتفاع أسعار الطاقة.
وتقول العديد من جمعيات الصناعة الأوروبية إن مقترحات المفوضية الأوروبية لخفض أسعار الطاقة ومساعدة الأسر والشركات خلال الأزمة غامضة ليست كافية، ويشعر الكثيرون بالإغراء ويفكرون في الانتقال إلى الولايات المتحدة.
وفي السياق ذاته، يخشى صانعو الصلب من أزمة الطاقة المتفاقمة، التي أجبرتهم تكاليف الطاقة المتصاعدة على خفض الإنتاج في جميع أنحاء أوروبا، مما يهدد بإغلاق المصانع على نطاق واسع، مع عدم وجود خطط واضحة لموعد العودة.
أوروبا تخفف عقوبات الفحم على روسيا
وخففت المفوضية الأوروبية عقوبات الفحم المفروضة على روسيا، ما يسمح الآن لشركات الاتحاد الأوروبي بتجارة وشحن وتمويل الشحنات الروسية إلى دول ثالثة.
وتقول بروكسل إن هذا ضروري لتجنب تأثير العقوبات على أمن الطاقة، كما تعمل بعض دول الاتحاد الأوروبي، وفي مقدمتها ألمانيا، على زيادة استخدام الفحم والنفط خلال السنوات القليلة المقبلة استجابة لارتفاع أسعار الغاز وأمن ضغط الإمداد.
لكن احتياجات الاتحاد الأوروبي من الطاقة تؤثر على جنوب شرق آسيا، ويحب على زعماء الاتحاد الأوروبي أن يقولوا إن سعيهم للتخلص من الاعتماد على النفط والغاز الروسي يشحن الصفقة الخضراء.
أسواق الاتحاد الأوروبي تعيد توازنها
وفي هذه العملية، تجبر الدول الآسيوية والأفريقية الأخرى على التوسع السريع في الإنفاق الحكومي لتحمل التكاليف المرتفعة للغاز الطبيعي المسال أو الفحم، وتقاوم أوروبا عقود الغاز الطبيعي المسال طويلة الأجل، لأنها لا تتوافق مع خطط خفض الانبعاثات.
ودعا «ريستاد» بدراسة أجراها إلى إعادة التفكير، حيث أن أسواق الاتحاد الأوروبي إعادة التوازن لها سيكون بحلول عام 2027، في حالة إذا تم تأمين عقود توريد الغاز.