قد يركض طفلك ذو الست سنوات نحوك يوماً، ليطرح عليك أسئلة حول العلاقة الحميمة! وقد تنتابك حيرة حول كيفية الإجابة عنها.
وبالتالي، متى يجب أن نبدأ بالحديث عن العلاقة الحميمة والجنس مع الطفل؟
إن انتهاج أسلوب التوبيخ مع طفلك، أو منعه من طرح أسئلة والتهرب من الإجابة عنها، هي من الأساليب الخاطئة التي يعتمدها الأهل خلال التعامل مع أطفالهم.
الحب والجنس
يخطئ الآباء والأمهات عندما يعتقدون أن الحديث عن العلاقات الحميمة مع الأطفال يعدّ عيباً كبيراً، باعتبار أن الطفل سيدركها بنفسه في الوقت المناسب. وبالتالي، سيلجأ إلى أساليب أخرى، يقوم باكتشافها عن طريق ممارسة تجاربه الخاصة التي ربما تؤدي إلى ارتكابه لبعض الأخطاء. لذلك، من المستحسن أن يعرف الطفل ما يجب معرفته عن العلاقات الحميمة من الوالدين، وليس من مصادر أخرى، على غرار الإنترنت بما يساعده على تلبية فضوله.
إن مناقشة موضوع الجنس مع الطفل قد يبدأ منذ 3 و5 سنوات، عندما يسألك طفلك: “من أين أتيت أنا؟”
وعلى الرغم من أن الفكرة الشائعة لدينا، تتمثل في أن الفتاة هي التي عادة ما تطرح مثل هذه المواضيع وتناقشها مع أمها، إلا أن مناقشة هذه المواضيع يرتبط بمدى تطور علاقة الطفل بوالديه بغض النظر عن الجنس؛ سواء كان ذكراً أم أنثى.
يمكن أن تشرح للطفل بطريقة بسيطة وسَلِسة كيفيّة ولادته؛ أو يمكنك القول إن بعض الخلايا تدفقت من الأب إلى بطن الأم، واتّحدت مع خلاياها مما أدّى إلى تكوّن الجنين.
ويمكن للآباء والأمهات اشتراء كتب تتحدث عن هذه المواضيع وتتناسب مع سن الطفل، خاصة وإن كانت تتوفر فيها صور وتفسيرات غير صادمة وسهلة الاستيعاب.
وعندما يبلغ الطفل سن الثانية عشرة، يجب أن يكون قد فهم العملية الكاملة للولادة وإنجاب الأطفال، والحمل، وحتى الاختلافات الجنسية بين الرجل والمرأة.
وتجدر الإشارة إلى أن عملية التواصل تكون أسهل بعض الشيء بالنسبة للأمهات اللاتي يقمن بشرح عملية الحيض لبناتهن المراهقات.
تعلّم أن تقول لا
في الغالب، يكون المراهقون في حاجة إلى الحديث بصراحة بما يتناسب مع هذه المرحلة العمرية، وما يتناسب أيضاً مع المعتقدات الدينية والتربوية لدى المراهق، بطريقة تجيب عن كل هذه التفاصيل.
من جهة أخرى، يجب أن يُزرع لدى الطفل أو المراهق مفهوم الارتباط بين ممارسة الجنس والعواطف. ومن الضروري أن يتعلم تحمل المسؤولية فيما يتعلق بالجنس، كأن تخبر ابنك مثلاً بوجود عقوبات أخلاقية ودينية وربما جنائية عند ممارسة الجنس في إطار غير شرعي.
أما بالنسبة إلى الفتاة، فيجب أن تراقب علاقاتها مع الجنس الآخر، التي من الممكن أن تعيشها منذ سنوات المراهقة. ويجب أن تفهم أن العلاقات مع الجنس الآخر لا ينبغي أن تؤدّي بالضرورة إلى ممارسات أخرى. وفي المقابل، لا بدّ من توعية الفتاة بأن علاقاتها ترتبط مباشرة باحترامها لذاتها، والإحساس بقيمتها على المستوى الجسدي، والجنسي، والنفسي.
الحب الأول
ماذا لو أن ابنتك أو ابنك يعيشان قصة حب للمرة الأولى؟ حينها يجب أن تحاول التعرف على شريك أو شريكة طفلك. وفي هذا السياق، قد ترغب ربما في استضافة صديقة ابنك والتعرف عليها، خاصة وأنه ليس من الجيد منع الطفل من لقاء الشريك الذي تربطه به علاقة عاطفية قوية للمرة الأولى. كما يجب عدم السخرية من اختياراته، أو انتقاد ما يقوم به لاعتقادك بأن ما يمر به أمر تافه، وقد يمضي مع مرور الوقت. يجب أن يدرك الآباء أن قصة الحب الأولى -وإن لم تستمر-، لها تأثير كبير في تكوين شخصية الطفل الجنسية.
متى وماذا يجب أن أتحدث مع طفلي عن الجنس؟
يمكن أن تفسر لطفلك ابتداء من سنّ الثالثة إلى الخامسة كيفية ولادة الأطفال، أو توضح حقيقة اتحاد خلايا الأب والأم في بطن هذه الأخيرة، ما أدى إلى تكوّن الجنين.
في سن السابعة، قد يسألك طفلك عن تلك الخلايا وكيفية وصولها إلى بطن الأم، وعن ماهية الحب، والحيض عند الفتيات، والانتصاب لدى الذكور. عندها يمكن اللجوء إلى إجابات علمية مناسبة لسن الطفل.
وعند بداية سنوات المراهقة، أي بين 11 و12 سنة، يحتاج الطفل إلى التعرف على جسده، وفهم كيفية حماية نفسه من العلاقات الجنسية الخاطئة. حينها، يأتي دور الأولياء الذين يُعتبرون مسؤولين عن شرح كلّ هذه التفاصيل للمراهق.