غناء الأمهات لأطفالهن الرضع أمر عادي وشائع في كل الثقافات والمجتمعات، ونادراً ما يتساءل أحد عن سببه أو دوره، لكن مؤخراً سعت دراسة من جامعة ميامي للبحث عن أهمية هذا السلوك التربوي الشائع ودوره في التأثير على الطفل، وسبب قيام جميع الأمهات تقريباً به على نحو تلقائي في مرحلة من مراحل رعاية الرضيع؟
ارتكزت إجابة البروفيسورة شانو دوليتوال على مراقبة استجابات الرضّع لغناء أمهاتهم مقارنة باستجابتهم لأفعال أخرى مثل قراءة الأم قصة من كتاب مصوّر، أو اللعب مع الصغير باستخدام الدُّمى.
إلى جانب ذلك قامت الباحثة بمقارنة استجابة الطفل عند غناء الأم للرضيع، وقيام شخص غريب بالغناء لنفس الطفل، أو استجابة الصغير عند الاستماع لنفس الأغنية مسجّلة. وأجريت تجارب الاستجابة على 70 رضيعاً.
ووفقاً لنتائج الدراسة التي نشرتها مجلة “أرتس إن سيكوثيرابي” يساعد غناء الأم للرضيع على علاج اكتئاب ما بعد الولادة لدى الأم، وعدم انتقال هذا الاكتئاب إلى الطفل أو التأثير سلباً على مشاعره.
كما توصلت نتائج الدراسة إلى أن غناء الأمهات لأطفالهن الرضّع يساعد على توثيق العلاقة وتعزيز التواصل الخاص بين الأم والطفل. وحثّت النتائج الأمهات على الغناء لأطفالهن الصغار بغض النظر عن مدى جودة الغناء، لأن ذلك يمنع الاكتئاب عن الطفل، ويحمي الأم أيضاً من اكتئاب ما بعد الولادة.