وزير المياه الإثيوبي : زيارة مواقع سد النهضة «خطوة تاريخية»منذ البداية كان جوابها واضحا، هي لا تريد إضرار مصر بكل تأكيد لكنها دولة أيضًا لها مصالحها التي تبحث عنها وهو ما لا يعيبها، بتلك القاعدة صاغت السودان موقفها من سد النهضة الإثيوبي، فهي تؤيده بكل ما أوتيت من قوة شريطة عدم التسبب في كوارث بالنسبة للقاهرة.
وفي نهاية الاجتماع الذي عقد منذ أيام بين وزراء مياه مصر وإثيوبيا والسودان لاستئناف المفاوضات الفنية، أكد معتز موسى وزير المياه السوداني أن الخرطوم تدعم المسار الفني للسد، وهو تصريح عده الكثيرون تأكيدا لتضامن السودان مع إثيوبيا، إذ إن هذا المسار يؤثر بالسلب على القاهرة في المقام الأول.
هذا التأييد لم يكن من قبيل التضامن الأفريقي أو حتى العلاقات القوية بين السودان إثيوبيا بل هي لغة «البيزنس» التي دفعت الرئيس السوداني إلى التصريح أن سد النهضة «أمن قومي» في إشارة إلى عدم قبوله بمطالبات إنهاء ذلك المشروع.
وفي عام 2013 أكد عمر البشير أن بلاده موافقة على قيام سد النهضة الإثيوبي وذلك لتحقيق مكاسب اقتصادي كبرى من قيام السد، مشيرًا إلى أن السد سيكون له فوائد كبرى ستعود على دول المنطقة بما فيها مصر نافيا ما تردد حول وجود مضار له على الدول المحيطة به.
شيك على بياض
لم يكن كلام عمر البشير مرسلًا ففي أبريل من العام الجاري زار رئيس الوزراء الأثيوبي «ديسالين» الخرطوم، ليعلن عن إمداد السودان بالكهرباء التي تريدها وبأسعار أرخص من المتداولة وبتسهيلات في السداد فاقت خيال السودانيين، وفق صحف سودانية، موضحًا أن مشروع سد النهضة للتنمية الأفريقية.
ويعتمد «ديسالين» في تصدير الكهرباء على سد النهضة المفترض أن ينتج 6400 ميجا وات من الكهرباء سنويًا ما دفع أديس أبابا إلى توقيع اتفاقيات تصدير كهرباء لبعض الدول الأفريقية مثل أوغندا وأخيرًا السودان.
الخبر جاء بشرى للسودانيين الذين يعانون أزمة حقيقية في انقطاع الكهرباء لفترات طويلة، أدت إلى خروج بعض المواطنين في احتجاجات في العاصمة السودانية بالخرطوم.
«ديسالين» أوضح أيضًا أن مشروع السكك الحديدية الذي يربط بين إثيوبيا والسودان سيتم إطلاقه قريبًا، خاصة أن السودان خصص ميناء لإثيوبيا في إطار التكامل الاقتصادي بين البلدين.
خسائر السودان
ورغم أن السودان دولة مصب وقيام سد النهضة يحرمها من حصتها الكاملة من مياه نهر النيل، إلا أن ذلك لا يشكل خطرًا على الخرطوم التي لديها ما يكفيها من الاحتياجات المائية إذ أن الأمطار السنوية فيها تكفيها، ما يجعل مشروع سد النهضة لا يسبب ضررًا لها.
مكاسب ظاهرية
من جانب آخر أكد الدكتور عباس شراقي رئيس قسم الموارد الطبيعية بمعهد البحوث الأفريقية، أن مكاسب السودان من سد النهضة «ظاهرية»، لافتًا إلى أنه في حالة انهيار السد ستكون هي أول المتضررين.
وأكد «شراقي» أن كل دولة تبحث عن مصالحها، وهو أمر لا يعيب لكن يجب النظر إلى تلك المصالح بعين ثاقبة، خاصة أن مشروع سد النهضة مهدد بالانهيار في أي وقت وفقًا للدراسات، ما يعني أن الاستثمار فيه مهدد بالخسارة.