لماذا يريد ترامب تدمير «مارا سالفاتروتشا»؟
تعهّد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مساء أمس الجمعة بتدمير عصابة مارا سالفاتروتشا الدولية، الشهيرة بـ"إم إس 13"، من خلال تطبيق القانون بطريقة أكثر صرامة.
ووجه ترامب رسالة لكل فرد في العصابة ولكل عنصر إجرامي قائلا: «سنعثر عليك، وسنلقي القبض عليك، وسنزج بك في السجن، وسنرحلك»، مشيرا إلى وحشية عصابة "إم إس 13" وإلى سلسلة جرائم قتل ارتكبتها في "لونج آيلند" على مدار العامين الماضيين، ووصف أفرادها بأنّهم حيوانات.
ودعا الرئيس الأمريكي إلى تطبيق القانون بطريقة أكثر صرامة، وإلى بناء جدار حدودي للمساعدة في مواجهة الجريمة.
وعادة ما يشير ترامب إلى الجرائم التي يرتكبها المهاجرون غير الشرعيين كجزء من طريقته في عرض أسباب تبنيه سياسة أكثر صرامة بشأن الهجرة وبناء جدار على طول الحدود مع المكسيك.
ونشأت عصابة "إم إس 13" الإجرامية الدولية في لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا، وانتشرت في أجزاء أخرى من الولايات المتحدة وكندا والمكسيك وأمريكا الوسطى، وتنشط في المناطق الحضرية وشبه الحضرية.
ويميز أفراد العصابة أنفسهم عن طريق الوشم الذي يغطي الجسم وأيضا في كثير من الأحيان على الوجه، فضلا عن استخدام لغة الإشارة الخاصة بهم، وتشن المباحث الفيدرالية "إف بي أي" وإدارة الهجرة والجمارك الكثير من الهجمات والمداهمات على نطاق واسع ضد أفراد العصابة المعروفة واعتقلت الكثير من أفرادها في جميع أنحاء البلاد.
وتأسست عصابة مارا سالفاتروتشا أو "إم إس 13" في لوس أنجلوس في الثمانينيات من قبل المهاجرين السلفادوريين الذين هاجروا إلى الولايات المتحدة بعد الحرب الأهلية في أمريكا الوسطى؛ وكان الغرض الرئيسي للعصابة حماية المهاجرين السلفادوريين من العصابات الأخرى، وتم ترحيل العديد من أعضائها من منطقة لوس أنجلوس بعد إلقاء القبض عليهم.
وتعرف العصابة بعنفها الشديد والدموي واستعمالها السواطير والأسلحة البيضاء في جرائم القتل التي ترتكبها، وتركزت في الأحياء التي تهيمن عليها العصابات المكسيكية، ثم توسعت لاحقا إلى أجزاء أخرى في البلاد، ووفقا لمكتب التحقيقات الفيدرالي، انتشرت هذه العصابة إلى أجزاء أخرى من الولايات المتحدة وتمكنت من التمركز في 46 ولاية.
ووصفت وزارة المالية الأمريكية العصابة خلال عام 2012 بأنها "منظمة إجرامية غير وطنية"، وكانت أول عصابة شوارع تحصل على شرف الانضمام إلى قائمة أكبر العصابات في العالم على غرار عصابة لوس زيتاس المكسيكية، وياكوزا اليابانية، وكامورا الإيطالية.
وبحسب بيانات للشرطة الأمريكية فإنه من بين الجرائم البارزة التي قامت بها العصابة مقتل اثنين من طالبات المدارس الثانوية اللواتي تعرضن للهجوم بالمنجل في أثناء سيرهما في حيهما في نيويورك، خلال الشهر الماضي.
واتُّهمت عصابة "إم إس – 13" بتجنيد الفقراء والمراهقين المعرضين للخطر، ويقال إن شروط الانضمام لهذه العصابة تشمل قفز المترشح وتعرضه للضرب المبرح لمدة 13 ثانية، وثم يتم سكب الماء عليه، فضلا عن ذلك، يجب على راغب الانضمام لهذه العصابة أن يقوم بتنفيذ جريمة قتل كدليل على ولائه للعصابة، علاوة على أن أي شخص راغب في التخلي عن عضوية هذه العصابة ومغادرتها قد يتعرض لخطر كبير، نظرا لأن الوشم الذي يوجد على جسم معظم المنتسبين يبقى مدى الحياة، كما يقال أيضا إن هذه العصابة تقتل أي شخص يرغب في مغادرتها والتخلي عنها.
وأصدر مكتب التحقيقات الفيدرالي تقريرا سنة 2008 ذكر أن أعضاء عصابة "إم إس – 13" يتراوح عددهم بين 6 آلاف و10 آلاف عضو في الولايات المتحدة، مما يجعلها إحدى أكبر العصابات الإجرامية في البلاد، وبين خمسين ألف إلى ثمانين ألف في الأمريكتين.
ونظرا لأن حملة مكافحة العصابات التي جاءت في أواخر التسعينيات، قد قامت بترحيل مئات من أعضاء العصابات إلى بلدان أمريكا الوسطى، إلا أن هذه العصابات تمكّنت من إنشاء فروع أخرى ومن توسيع نشاطها، وتشير التقديرات إلى أن الأعضاء المتواجدين في بلدان أمريكا الوسطى يبلغ عددهم قرابة 60 ألف شخص على الأقل.
وتبلغ العائدات السنوية للعصابة حوالي 31.2 مليون دولار من بيع المخدرات والابتزاز، وذلك وفقا للمعلومات الواردة من شرطة سلفادور، والتي حصلت عليها صحيفة "الفارو".
