يقوم التعامل في الدين الاسلامى على أساس مجموعة من العقائد فى ظل تعاليم الشريعة الإسلامية فهل هناك علاقة بين العقيدة والشريعة وما وظيفة كل منهما.
يجيب فضيلة الدكتور مبروك عطية الأستاذ بجامعة الازهر : العقيدة هى التوحيد الخالص المقترن بالإيمان بالله تعالى وإفراده بالإلوهية.
أما الشريعة فهى كل ما جاء من عند الله من أحكام شرعية خاصة بالعبادات والمعاملات والعقائد، وكل ما شرعه الله لتوجيه السلوك العملى للإنسان .
ان العقيدة هى كل ما وقر فى قلوب الناس من أمور تتصل بالذات الإلهية والنبوات والغيبيات ،وتحت كل ذلك تفاصيل كثيرة للغاية منها على سبيل المثال : ما يتصل بالمولى عز وجل ، ونحن نعتقد بوحدانيته ، وثبوت كل كمال يليق بذاته المقدسة ، ومن ذلك أنه تعالى سميع بصير ، قدير حكيم ، معز مذل بيده الخير، ولا يملك أحد لأحد نفعا ولا ضرا إلا بإذنه ونعتقد فى النبيين جميعا أن لهم كمالا بشريا يليق بهم ، وأن لهم صفات مشتركة جمعها علماء العقيدة كالصدق والأمانة والتبليغ والفطانة .
ونعتقد فى ملائكة الله عز وجل بأنهم خلقوا من نور، وأنهم بأمره يعملون وفيهم من وكل إليه المطر والجبال والموت ، قال تعالى :”قل يتوفاكم ملك الموت الذى وكل بكم ” ومنهم الوحى جبريل عليه السلام ، الذى صرح القرآن باسمه وقال فيه سبحانه وتعالى “علمه شديد القوى “، وأنهم جميعا مطهرون يعلمون ما نفعل ويكتبونه ولا ينامون ولا يتزوجون بل يسبحون الليل والنهار لايفترون وغير ذلك من الأمور المتصلة بالعقيدة .
أما الشريعة فأحكام الله عز وجل ورسوله التى آمنا بها ، فالشريعة سابقة عن العمل بل هى سبب فيه ، فنحن مثلا نصلى لأن الله أمرنا بالصلاة ،ولا يتصور أن يصلى انسان ما كالصلوات المعهودة المعروفة وهو لايؤمن بالله ورسوله .
وأحكام الشريعة مبنية على اعتقاد صحيح ، وعلماء المسلمين يقولون (إن صحت العقيدة نفع قليل العمل، وإن فسدت العقيدة فلا خير فى كثير العمل) ومعنى ذلك أن الإنسان إذا صلى الدهر كله وصامه وفعل كل ماجاءت به الشريعة الغراء، وهو يظن بالله سوءا أو يسب نبيا من الأنبياء لم ينفعه ذلك كله.
وديننا الإسلامى الحنيف قائم على هذين الأساسيين وما بهما من أحكام وتفصيلات.