ما هو الاتفاق النووي الإيراني الذي يهدد ترامب بالانسحاب منه؟
خلال حملته الانتخابية، ومنذ أن أصبح رئيسا للبلاد، كثيرا ما انتقد دونالد ترامب الاتفاق النووي مع إيران، إذ يصفه بأنه "واحد من أسوأ الصفقات التي أبرمتها الولايات المتحدة الأمريكية".
ومن المتوقع الآن أن يعلن ترامب انسحاب بلاده من الاتفاق، ليترك الأمر في يد الكونجرس لاتخاذ القرار بشأن إعادة فرض عقوبات اقتصادية على طهران.
فما هو هذا الاتفاق الذي بات مهددا؟
تم توقيع الاتفاق رسميا في عهد الرئيس السابق باراك أوباما، وأطلق عليه "خطة العمل الشاملة المشتركة"، وهدفها منع إيران من تطوير سلاح نووي.
وبموجب اتفاق عام 2015 مع ست دول كبى هي: الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وألمانيا والصين وروسيا والمملكة المتحدة، وافقت إيران على تقييد برنامجها النووى لمدة 10 سنوات على الأقل مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية التى أعاقت اقتصادها.
لماذا يعارض ترامب الاتفاق؟
قال ترامب، خلال خطابه الأول أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر الماضي، "لا يمكننا أن نلتزم باتفاق إذا كان يوفر غطاء لبناء برنامج نووي في نهاية المطاف".
ويتعين على إدارة الرئيس الأمريكى أن تصدق للكونجرس أن إيران تتمسك بدورها والتزاماتها فى الصفقة كل 90 يوما. وقد فعل ترامب ذلك مرتين منذ توليه السلطة، لكنه يشير إلى أن ايران مازالت "دولة راعية للإرهاب".
كيف ردت إيران على التقارير التي تفيد بأن ترامب ينوي الانسحاب على الاتفاق؟
قال رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، علي أكبر صالحي، إن الاتفاق لا يمكن إعادة التفاوض عليه. لكنه اقترح، في الوقت نفسه، أن يكون الاتفاق قابلا للانقاذ إذا استمر فيه الشركاء الآخرون. وفي حال لم يحدث ذلك "سوف ينهار الاتفاق بالتأكيد".
وفي الشهر الماضي، هاجم الرئيس الإيراني حسن روحاني ترامب لاقتراحه إمكانية توسيع الاتفاق، قائلا "سيكون من المؤسف جدا أن يتم تدمير هذه الاتفاقية من قبل القادمين حديثا إلى عالم السياسة".
وأضاف، في خطابه بالأمم المتحدة، "الحكومة الأمريكية الجديدة تدمر مصداقيتها وتقوض الثقة الدولية فى التفاوض معها من خلال انتهاكها للاتفاقيات الدولية".
متى سيعلن ترامب قراره؟
من المتوقع أن يوضح ترامب كيف ستتعامل إدارته مع إيران خلال خطاب في 12 أكتوبر. ولا يزال بإمكانه تغيير رأيه بشأن ما إذا كان سيعيد التصديق على الاتفاق أم لا.
ويعتقد عدد من مستشاريه، ومنهم وزير الدفاع جيمس ماتيس، أنه من مصلحة الولايات المتحدة الأمريكية الاستمرار في الاتفاق النووي مع إيران.
ماذا سيحدث بعد ذلك؟
عدم تصديق الرئيس الأمريكي لن يلغي اتفاق الولايات المتحدة مع إيران. ويبدأ الكونجرس مناقشاته التي تستمر لمدة 60 يوما، حيث سيتعين على المشرعين أن يقرروا ما إذا كانوا سيعيدون فرض العقوبات أم لا. إذا قرروا القيام بذلك، فإن هذا سيعني إلغاء الاتفاق.
ماذا يمكن أن يحدث مع كوريا الشمالية؟
بالإضافة إلى رفض الاتفاق النووي الإيراني، ينتقد ترامب برنامج الصواريخ البالستية، معربا عن قلقه من أن طهران تعمل مع كوريا الشمالية التي تقوم بتطوير أسلحتها النووية بسرعة.
وإذا قررت إدارة ترامب عدم التصديق على الاتفاق النووي، فمن الممكن أن تتمكن كوريا الشمالية وإيران من توسيع علاقاتهما العسكرية.
كيف يمكن للدول الأوروبية أن ترد على عدم تصديق ترامب على الصفقة؟
اجتمع بالفعل دبلوماسيون أوروبيون مع أعضاء بالكونغرس للضغط عليهم حول مزايا الاتفاق.
فرفض ترامب للاتفاق وضعه على خلاف مع قادة العالم، بمن فيهم رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، التي وصفت الاتفاق بأنه "حيوي"، وكذلك الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي قال أمام الأمم المتحدة إن الاتفاق النووي "ضروري للسلام".