– ذكرت المجلة أنه رغم تسارع محادثات وقف إطلاق النار في الشرق الأوسط، فإن التهديد يؤدي إلى وجود مستوى جديد ومدمر من العنف، مشيرةً إلى أنه في 13 فبراير اجتمع ممثلون عن الولايات المتحدة ومصر وإسرائيل وقطر في القاهرة لمحاولة تأمين وقف لإطلاق النار لمدة 6 أسابيع في غزة وإطلاق سراح الرهائن لدى حماس، ولكن في الوقت نفسه تزايدت المخاوف من غزو واسع النطاق للجيش الإسرائيلي لرفح، موضحةً أن أي توسع في القتال ستكون له عواقب مدمرة على المدنيين، وسينهي علاقة إسرائيل مع مصر، ويستنفذ صبر الولايات المتحدة.
2- أضافت المجلة أن تركيز “نتنياهو” على رفح هو محاولة لتعزيز مكانته من خلال وعد الإسرائيليين بتحقيق نتيجة حاسمة في الحرب، ومع ذلك فإن التركيز على معبر رفح لا يتعلق فقط بحفاظ “نتنياهو” على نفسه، فداخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية هناك اعتراف بالمكاسب المترتبة على التغلب على حماس هناك في معقلها الأخير، والسيطرة على الحدود مع مصر المستخدمة لتهريب الأسلحة.
3- أشارت المجلة أنه وفقاً لتقدير المسئولين الأمنيين فإن حماس في موقف دفاعي، ويتعرض زعيم الحركة “يحيى السنوار” للمطاردة في خان يونس، وأصبح من الواضح أنه غير قادر على التواصل مع رجاله بشكل كبير، مضيفةً أن الحركة تحاول إعادة ترسيخ وجودها في شمال غزة من خلال نشر الشرطة في الشوارع ودفع رواتب الموظفين، ومع ذلك يعتقد مسؤولي الاستخبارات الإسرائيلية أن قادة حماس يشعرون بالقلق من أنهم يفقدون السيطرة على السكان، ويعتقد أن أكثر من 10.000 من أعضاء حماس قتلوا وأن الآلاف أصيبوا أو أسروا، أما المقاتلين الباقين فهم في “وضعية حرب العصابات” ولم يعودوا قادرين على حكم غزة بشكل فعال.
4- أضافت المجلة أنه من شأن الهجوم على رفح أن يزيد من الضغط على حماس، إلا أن الخسائر قد تكون ضخمة، حيث إن القادة العسكريين يعلمون أنه قد لا تكون هناك طريقة فعالة لنقل المدنيين بعيداً عن الأذى، ففي المراحل السابقة من الحرب حثت إسرائيل سكان مدينة غزة وخانيونس على التحرك جنوباً، والآن يتعين عليها أن تدفع أولئك الذين فروا إلى رفح إلى الانتقال مرة أخرى وهذه المرة إلى المناطق الآمنة على الساحل، مشيرةً إلى أن مصر تسعى بشدة إلى تجنب امتداد الحرب إلى أراضيها، وترفض السماح للعديد من اللاجئين بمغادرة غزة، وحذرت إسرائيل من أن الحرب في المنطقة الحدودية قد تكون لها عواقب وخيمة.
5- أشارت المجلة إلى أن احتمال سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين يُثير قلق حلفاء إسرائيل، موضحةً أن قيام إسرائيل بالمضي قدماً في مهاجمة رفح يعتمد على عاملين، الأول يتعلق بقدرة “نتنياهو” على حشد الزخم الداخلي لفتح جبهة جديدة في الحرب، وهذا ليس مضموناً بأي حال من الأحوال، فالعملية التي يروج لها ستكون كبيرة وستشمل ألوية كاملة من المحتمل أن تبقى هناك لأسابيع، ولم يبدأ جيش الدفاع الإسرائيلي بعد في حشد القوات للقيام بمناورة بهذا الحجم، وبدلاً من ذلك قام القادة العسكريين بسحب قواتهم من غزة وتسريح العديد من جنود الاحتياط البالغ عددهم 300 ألف جندي الذين تم استدعاؤهم يوم 7 أكتوبر، كما أن التكاليف الاقتصادية للصراع تتصاعد، ففي 9 فبراير قامت وكالة (موديز) للتصنيف الائتماني بتخفيض تصنيف إسرائيل من A1 إلى A2.
6- أما العامل الثاني يتعلق باستمرار انخفاض شعبية “نتنياهو” في استطلاعات الرأي، حيث يتفوق عليه منافسه في حكومة الحرب “بيني جانتس”، وإذا أجريت الانتخابات الآن فإن حزب الوحدة الوطنية الوسطي الذي يتزعمه “جانتس” سيحصل على أكثر من ضعف أصوات حزب الليكود الذي يتزعمه “نتنياهو”، مشيرةً إلى أن المأزق الذي يتعرض له “نتنياهو” يمنحه دافع للتصعيد في رفح، إلا أن الجنرالات في مجلس الوزراء الحربي يفضلون السعي إلى التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح المزيد من الرهائن، وبالنسبة لهم يمكن لرفح أن تأتي لاحقاً.
7- اختتمت المجلة بالقول أن إمكانية التوصل إلى صفقة لإطلاق سراح الرهائن يعتمد على المحادثات في القاهرة وعلى حماس، مشيرةً إلى أن لقاء المسئولين الإسرائيليين في القاهرة يوم 13 فبراير لإجراء المزيد من المفاوضات يشير إلى أن إسرائيل تعيد تقييم الأمور وأنه من الممكن التوصل إلى اتفاق بشأن هدنة مؤقتة، مضيفةً أن المسئولين الإسرائيليين يعتقدون أن حاجة حماس إلى إعادة تنظيم صفوفها وتزويد السكان ببعض الراحة التي هم في أمس الحاجة إليها قبل شهر رمضان قد يجبرها على إظهار المزيد من المرونة بشأن المفاوضات بشأن الرهائن، ولتجنب الجحيم في رفح يحتاج أحد الطرفين إلى أن يتراجع أولاً.