ذكرت المجلة أن مصر أعلنت – بعد أقل من (6) أشهر من توصل إيران مع مجموعة ( 5+1 ) إلى اتفاق تاريخي حول المشروع النووي – أن الرئيس المصري ” السيسي ” وقع اتفاق مع روسيا لتمويل وبناء مفاعلين للطاقة النووية ، مضيفة أن الإعلان جاء بعد أيام فقط من إسقاط تركيا لطائرة روسية بعد أن اخترقت المجال الجوي التركي ، الأمر الذي أدى إلى أزمة بين البلدين تداعياتها قد تكون في صالح القاهرة ، وقد تعزز من موقفها الذي تحاول فيه التأثير على الأحداث وتشكيلها ، وأن تبرز كونها لاعباً مهماً في المنطقة التي تتغير فيها التحالفات ، وأشارت المجلة إلى أن ( موسكو / الرياض ) تحاول كل على حدة الحصول على دعم القاهرة في ملف الأزمة السورية ، وتحاول كل دولة الاستفادة من موقف ” السيسي ” المعادي للإسلام السياسي وتعزيز أجندتها الإقليمية ، مضيفةً أنه من خلال تعميق العلاقات مع مصر ، خاصة بعد إسقاط الطائرة الروسية فوق سيناء ، تحاول موسكو تقوية نفوذها الإقليمي ، بينما في الوقت ذاته أدانت السعودية التدخل العسكري الروسي في سوريا ، ورأت فيه محاولة لحماية نظام ” الأسد ” وهو الحليف القوي لإيران المنافس الرئيسي للسعودية . كما أكدت المجلة أن الرئيس « السيسي » استخدم أزمات المنطقة المتعددة من أجل استعادة الدور الإقليمي لمصر الذي خسرته بسقوط نظام .
” مبارك ” عام (2011) ، مشيرة إلى أن « السيسي » يحاول تطوير مفاعل نووي للأغراض المدنية ينتج الطاقة النووية التي قد تساعده على المستوى المحلي في التخفيف من أزمة نقص الطاقة الكهربائية المستمرة علاوة على أنها قد تساعد في توفير الطاقة لعمليات تحلية المياه ، التي توفر الكم الأكبر من مياه الشرب لمصر ، ورأت المجلة أن توفير الطاقة الكهربائية وراءه حسابات سياسية أيضاً ، فالانضمام للنادي النووي يمنح مصر موقعاً متميزاً ويعزز من شعبية الحكومة ، وبعبارات أخرى يٌمكن ” السيسي ” من استخدام المشروع لبناء دعم شعبي له ووقف الفوضى المستمرة والمشكلات الاقتصادية واستعادة القيادة في العالم العربي ، وسيساعد المفاعل النووي المصري القاهرة على إعادة تعريف علاقاتها مع ( روسيا / السعودية / الإمارات ) ، والتفاوض للحصول على شروط تمويل أفضل من ( الرياض / أبو ظبي ) من خلال التحالف عن قرب مع خصمهما السياسي موسكو ، وحذرت المجلة من أن مصر تلعب لعبة خطيرة إن كانت تظن أنها قادرة على التلاعب بقوى المنطقة ، حيث يخشى منتقدي الاتفاق النووي مع إيران ، أن يؤدي الاتفاق إلى سباق للتسليح النووي بين ( السعودية / إيران ) ، وأن يساعد الاتفاق النووي ( الروسي – المصري ) القاهرة في النهاية على بناء برنامج نووي للأغراض العسكرية ، رغم التزامها بمعاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية .