تحقيقات و تقاريرعاجل

مجلة كومنتاري الأمريكية تشيد بالإصلاحات الإقتصادية التي يجريها الرئيس السيسي

ذكرت المجلة أن هؤلاء الذين ينتقدون الرئيس “السيسي” يستشهدون بقمعه للإخوان المسلمين، وتهميشه لحرية الصحافة، وعدم التسامح تجاه المجتمع المدني وخاصة المنظمات الدولية غير الحكومية، أما هؤلاء المشيدون به يستشهدون بنهجه تجاه الإسلام السياسي والجماعات الإرهابية الإسلامية.

أضافت المجلة أن أعضاء المجموعة الأولى غير قادرين على إدراك أي شيء جيد في “السيسي” وهو الرجل الذي يرفضون صعوده إلى السلطة، أما المجموعة الثانية فتتلمس له الأعذار على نحو مبالغ فيه، ويغضبون بسبب أي انتقادات للحملة القمعية ضد الإعلام والمجتمع المدني التي تتجاوز المدى أحيانا.

أضافت المجلة أن جهود “السيسي” لإصلاح مصر اقتصاديا ربما تكون إرثه الأعظم، حيث أن الاقتصاد المصري طالما كان في مرحلة احتضار، حيث تسببت عقود من السيطرة المركزية والفساد الحكومي تحت حكم عبد الناصر والسادات ومبارك في تآكله، كما اعتادت مصر على استنزاف العملة الصعبة من خلال دعوم غير مدروسة في الكثير من الضروريات، مضيفةً أن المصريين أحبوا الحصول على الغاز والخبز والماء والكهرباء بأسعار رخيصة،  لكن القليل منهم أدرك أنهم كانوا جميعا يدفعون الثمن.

أَضافت المجلة أن السيطرة الصارمة من الدولة على العملة منحت المصريين وهماً بوجود ثروة واستقرار، لكن فاتورة الحفاظ على قوة مصطنعة للجنيه كانت ستأتي لا محالة، مضيفةً أن العديد من السياسيين والاقتصاديين في مصر تفهموا ماذا تحتاج الأمور، لكن لم يمتلك أحد الشجاعة السياسية لتنفيذ الإجراءات.

أَضافت المجلة أن “السيسي” أنفق رأس مال سياسي كبير لتنفيذ الإصلاحات التي جاءت متأخرة لأكثر من نصف قرن، ففي نوفمبر الماضي على سبيل المثال، اتخذ قراراً بتعويم الجنيه المصري الذي فقد على الفور نصف قيمته مقابل الدولار، وعلاوة على ذلك، يقلص “السيسي” دعوم الطاقة والخبز ويحرر أشكالا أخرى من الاقتصاد، وحتى مؤيديه يعترفون بالألم العميق الذي تسببت فيه إصلاحات “السيسي”.

أضافت المجلة أنه حتى لو أن “السيسي” يفعل الشي ء الصحيح، ما زال هناك الكثير الذي يستحق النقد، حيث أن هناك اتجاه بين الدائرة الداخلية لـ “السيسي” يتمثل في إلقاء اللوم على التجار في رفع الأسعار بدلا من شرح الحقائق الاقتصادية إلى الجمهور، وفي بعض الأحيان، يتحرك الجيش في الأحياء المصرية لتوزيع الغذاء بأسعار أقل، مضيفةً أن مسئولين حكوميين أكدوا أن ذلك لا يعني المنافسة ضد المتاجر المحلية، لكن الهدف هو إعطاء شبكة أمان لمناطق تفتقد وجودا كافيا للقطاع الخاص، لكن ليس واضحا بعد إذا ما كان “السيسي” قد أنهى قبضة الجيش الخانقة على الاقتصاد، وإذا فشل في ذلك، فإنه يخاطر بتكرار أخطاء “مبارك”، وحتى إذا لم يسقط “السيسي” في مصيدة “مبارك” والجيش، وحتى مع تأسيسه لقاعدة قوية للاقتصاد، فإن تصحيح أخطاء الماضي وامتلاك خطة مستقبلية شيئان مختلفان بدرجة كبيرة.

أضافت المجلة أن ما يحدث في مصر مهم، فإصلاحات “السيسي” الآن في نقطة تحول، حيث اكتشفت مصر حقولا مهمة للغاز في دلتا النيل، وسيكون استغلالها بمثابة تخفيف لبعض الضغوط على مصر، لكن الحقول  لن تنتج إمكانياتها كاملة حتى أواخر (2018 / 2019) وبالتالي فإن الـ (18) شهرا القادمة هي الأكثر خطورة، مضيفةً أن هناك أزمة قادمة، إذ أن سعر القمح زاد بنسبة (40%) الشهر الماضي، كما أن المساحة المزروعة بالفدان هي الأقل منذ عام (1919)، كما أن  سعر القمح بالجنيه المصري أكثر (138%) مما كان عليه في فترة سقوط “مبارك”.

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى