أكد مركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية، أن من أسباب السعادة الأسرية: حفظ الزوجة لأسرار زوجها، وعدم الإفصاح به لأحد مهما كانت الصلة به.
وتابع : دخل ناسٌ من أصحاب رسول الله ﷺ علىٰ أمِّ سلمة زوجِ رسول الله ﷺ، فقالوا: يا أم المؤمنين، حدِّثينا عن سرِّ رسول الله ﷺ؟ قالت: «كان سرُّه وعلانيتُهُ سواءً”.
فهي لم تعطهم أسرارًا، لكن قالت لهم: كان سرُّه وعلانيته سواء، ثُمَّ ندمت فقالت: أفشيتُ سرَّ رسول الله ﷺ، قالت: فلما دخل أخبرته، فقال: «أحسنت». أخرجه أحمد.
فهذه السيدة أمُّ سلمة رضِيَ اللهُ عَنْهَا خشيت أن تكون قد أفشت سرَّ زوجِها رسولِ ﷺ، وراجعت نفسَها وندمت، وأخبرت رسول الله ﷺ ليستغفر لها؛ لتعلّمنا درسًا في صيانة أسرار البيت.
وأضاف المركز ان الزوجة التي تتحدث عن الأمور الأُسَريّة، وتُفْشي أسرارِ بيتها أمام الآخرين، فتخبر أهلها وصديقاتها بما يحدث في المنزل، وقد تقوم بتصوير كل شيء حتىٰ الطّعام والشّراب، ثم تنشره علىٰ شبكات التواصل الاجتماعي، حتىٰ إنّ البعض ينشر تصرفات الأبناء، وكلّ صغيرة وكبيرة.
الزوجة التي تفعل ذلك إنما ترتكبُ أمرًا رفضه الشرع، لكونه من أعظم أسباب تفكُّك الأسرة وضياعها.
وهذا الكلام موجّه إلى الزّوج كذلك وكل فرد في الأسرة، فقد عدَّ الإسلامُ حفظَ الأسرار من أهم القيم والأخلاقيات، التي تحافظ على الكيان الأُسَريّ وتحقق استقرار هذا البناء العظيم، واعتبر ما يخالفه من أكبر عوامل الهدم لهذا البناء؛ بما يسببه من خلافات تؤدي في نهايتها في كثير من الحالات إلىٰ الطلاق، وهدم الأسرة ، ومن ثم تفكك المجتمع.
وقد أثنىٰ اللهُ تبارك وتعالىٰ علىٰ النساء اللاتي يحفظن الأسرار ووَصَفَهُنَّ بالصلاح ، فقال سبحانه: {…فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللهُ…} [النساء: 34].