كتب بول كينيدي، رئيس تحرير مجلّة “ساكر أمريكا” التي تُعنى بأخبار كرة القدم، عن التقارير التي أشارت إلى فتح النيابة العامّة السويسرية تحقيقات رسميّة بحقّ جيروم فالكه وناصر الخليفي للاشتباه بتورّطهما في قضيّة رشاوى.
وشغل الأوّل منصب الأمين العام للاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” بين عامي 2007 و 2015، بينما يترأس الثاني الإدارة التنفيذيّة لشبكة بي إن القطريّة. لكنّ هذا التحقيق لا يرتبط فقط بلائحة من الفضائح التي تحوم حول الفساد في طريقة التعاطي مع حقوق البثّ الإعلاميّ. إذ يشير الكاتب إلى أنّ هنالك مشكلة أخرى تتعلّق بقطر التي من المقرر أن تستضيف نهائيات كأس العام سنة 2022.
يضيف كينيدي أنّ التحقيقات الجارية قد تضرّ بسمعة الدوري الفرنسي لأن الخليفي هو رئيس “نادي الإنفاق الكبير” الكبير في فرنسا، باريس سان جيرمان. ويشرح أنّ النيابة العامة الفرنسية تشتبه بقبول فالكه “مزايا غير مستحقة” على صلة بالفوز بحقوق نقل مباريات كأسي العالم 2026 و2030 من الخليفي.
180 ملفاً على الأقل
وتمّ منع فالكه من مزاولة أي نشاط مرتبط بكرة القدم لمدّة 10 سنوات، بسبب قبوله “مزايا غير مستحقة” من رجل أعمال على صلة بحقوق البث لكؤوس العالم 2018، 2022، 2026 و2030. ونفى فالكه وشركة “بي إن” أي تصرّف لهما خارج إطار القانون. يذكّر كاتب المقال بأنّ رئيس الفيفا سيب بلاتر وفالكه أجبِرا على التخلّي عن منصبيهما إضافة إلى عشرات المسؤولين الذين وُجّهت إليهم الاتهامات في قضايا فساد كرويّ. على رأس كلّ هذا، أفادت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أنّ مكتب النيابة العامة السويسرية يحقق في 180 ملفّاً على الأقل حول اشتباه بتبييض الأموال على صلة ب 25 تحقيقاً مستمرّاً في كرة القدم. ولدى سويسرا 220 شخصاً يعملون على تلك القضايا.
أول مسؤول قطري يواجه اتهامات رسميّة
إنّ مجموعة بي إن الإعلامية ومقرها الدوحة، ترتبط بعقود إعلامية حول العالم، بما فيها بي إن الرياضية وميراماكس في الولايات المتحدة. لقد أعطيت قطر حق استضافة كأس العالم 2022 سنة 2010 بطريقة مثيرة للجدل ووسط اتهامات بالتلاعب بالأصوات. والخليفي هو أول مسؤول قطريّ يواجه اتهامات رسمية. ويلفت كاتب المقال النظر إلى أنّ استضافة قطر لكأس العالم 2022 باتت تحت التهديد مع استمرار السعودية والإمارات والبحرين ومصر بفرض المقاطعة عليها بسبب علاقتها مع إيران إضافة إلى أسباب أخرى.
ماذا حصل بعد فوضى التصويت؟
وفازت الدوحة بحق استضافة كأس العالم بدلاً من الولايات المتحدة لأنها استطاعت الحصول على صوت رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم حينها ميشال بلاتيني. وتمّ أيضاً ربط الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي بالملف القطري. وعقب فوضى التصويت في ديسمبر 2010، قام جهاز قطر للاستثمار الرياضي بشراء باريس سان جيرمان وتمّ إطلاق بي إن الرياضية في فرنسا. وبات لدى هذه الشبكة حوالي 3.5 مليون مشترك فرنسيّ.
بي إن ومستقبل مقلق
على الرغم من ذلك، تواجه بي إن الفرنسيّة مستقبلاً يعتريه الشك. فهي ستخسر حقوق نقل مباريات دوري أبطال أوروبا لصالح شبكة “أس أف أر” سبورت في فرنسا. وسيقوم الاتحاد الفرنسي لكرة القدم بإجراء مزايدة للشبكات التي تريد شراء حقوق البث بدءاً من 2020. فيما لن تخوض البي إن مواجهة طويلة المدى مع “كنال بلوس” و”أس أف أر” وحسب، إنما تدخل شركات أمريكيّة كبيرة للمنافسة على حقوق النقل مثل غوغل و أبل وفايسبوك وأمازون. وكانت مشاكل الخليفي قد ظهرت بعد صيف أدار فيه صفقتين قياسيتين لباريس سان جيرمان حيث حصل النادي من خلالهما على خدمات اللاعبين البارزين نيمار وكليان أمبابي.