وقالت إن الحدث كان غريباً. لقد كان إنجازاً للتحالف المثير للسخرية بين اليهود المتشددين والإنجيليين الصهاينة الذي يعتقدون أن عودة اليهود إلى إسرائيل ستؤشر إلى يوم القيامة وعودة المسيح. وبحسب روبرت جيفريس فإن الديانات مثل “المورمون والإسلام واليهود والهندوس” تقود الناس “إلى انفصال أبدي عن الله في الجحيم”. وقد اختير جيفريس ليقود الصلاة في افتتاح السفارة الأمريكية بالقدس. ومرة قال جون هاجي، أحد أهم المبشرين الأمريكيين، إن هتلر أرسله الله ليقود اليهود إلى موطن أجدادهم. ومنح البركة الختامية.
أزمة إنسانية
وأشارت الكاتبة إلى أن هذا المشهد الموجه إلى قاعدة دونالد ترامب الأمريكية المسيحية، تزامن مع مجزرة على بعد 40 ميلاً. فمنذ 30 مارس ، كانت هناك احتجاجات جماهيرية على السياج الفاصل بين غزة وإسرائيل.
ويطالب سكان غزة الذين يواجهون أزمة إنسانية متصاعدة، خصوصاً بسبب الحصار الإسرائيلي، بحق العودة إلى ديارهم في إسرائيل التي أُجبرت عائتلاتهم على مغادرتها عند تأسيس إسرائيل. وكان المتظاهرون في معظمهم سلميين باستثناء قلة منهم. ورشق الغزاويون الجنود الإسرائيليين بالحجار وحاولوا توجيه طائرات ورقية مشتعلة نحو إسرائيل. ورد الجنود الإسرائيليون بالذخيرة الحية وبالرصاص المطاط وقنابل الغاز المسيل للدموع. وفي اشتباكات الإثنين قتل 58 فلسطينياً وجرح الألاف، وفق وزارة الصحة في غزة.
بين القتلى وإيفانكا
وقالت الكاتبة إن تجاور صور الشهداء والجرحى الفلسطينيين وإيفانكا ترامب المبتسمة في القدس مثل ماري إنطوانيت، يخبرنا الكثير عن العلاقة الامريكية بإسرائيل. لم تكن هذه العلاقة أقرب منها الآن، لكن ضمن هذا القرب تكمن بذور افتراق محتمل. إن المدافعين عن ممارسات إسرائيل سيقولون أن ما من بلدٍ سيسمح لمشاغبين بالاقتراب من حدوده. وسيقولون إنه إذا لم تكن حماس هي من دعا إلى الاحتجاجات، فإن الحركة وضعت ثقلها وراءها. وقال الناطق باسم البيت الأبيض راج شاه الإثنين إن “المسؤولية عن هذه الوفيات المأسوية تقع حكراً على حماس”.
تنديد دولي
ولاحظت الكاتبة أن غالبية دول العالم نددت بأعمال القتل في غزة. ومع ذلك فإن الولايات المتحدة، الراعي الأكثر اهمية لإسرائيل، قد أطلقت يدها لفعل ما تشاء بالفلسطينيين. وفي الحقيقة، وجه ترامب بنقله السفارة رسالة ضمنية مفادها أن الحكومة الأمريكية قد تخلت عن أي إدعاء بالحيادية.
وخلصت إلى أن ترامب مكّن ما هو أسوأ في إسرائيل، وطالما هو في سدة الرئاسة، سيكون في إمكان إسرائيل أن تقتل الفلسطينيين، وتهدم منازلهم وتصادر أراضيهم مع إفلاتها من العقاب. لكن في يومٍ من الأيام، سيختفي ترامب. ومع اندثار الأمل بحل الدولتين، فإن الإتجاهات الحالية لمسار الأحداث تفترض أن أقلية يهودية في طريقها كي تحكم غالبية مسلمة محرومة في الأراضي الواقعة الآن تحت سيطرة إسرائيل. وقد يشهد جيل من الأمريكيين دولة تمييز عنصري مع وجود “ساحة ترامب” في عاصمتها، وتالياً يتساءل لماذا من المفترض أن تكون هذه الدولة صديقة لنا.