كشف مصدر عسكري مطلع أن لجنة التحقيق المعنية بحادث خروج المقاتلة “سو-33” عن مدرجها على ظهر حاملة “كوزنيتسوف” مؤخرًا تضع احتمال خطأ طيارها في قائمة مسببات الحادث.
وفي حديث لصحيفة “كوميرسانت”، ذكر المصدر العسكري الروسي اليوم الخميس، أن التحقيق الأولى يشير إلى هبوط الطيار الخاطئ الذي أدى إلى انحراف محور هبوط الطائرة عن الحد الأقصى المسموح بمعدل نصف متر وهو 4.2 أمتار.
وفي التعليق على ما شاع من أنباء حول أن الحادث نجم عن انقطاع كابل كبح الطائرة العرضي الممتد على ظهر الحاملة ليلتقطه خطاف تعطيل سرعة الطائرة، رجح المصدر انقطاعه نتيجة خلل في تصنيعه أدى إلى التقليل من تماسكه، مشيرًا إلى أن الكابل حتى ولو كان متهالكًا، لما انقطع لولا الانحراف الكبير في زاوية هبوط الطائرة الذي ينجم عنه زيادة في شدة الوزن تقطع أي كابل كان، مما يعزز احتمال خطأ الطيار.
ونقلت “كوميرسانت” عن مصدر مقرب من الأركان العامة في الجيش الروسي قوله، إن أجهزة الرقابة وتوثيق حركة الطائرة لدى هبوطها تتيح الكشف عن ملابسات الحادث بالكامل، وأضاف: “خطاف تعطيل سرعة المقاتلة لدى هبوطها تدلى لالتقاط الكابل العرضي تزامنًا مع تخفيف الطيار من سرعة دوران محركي الطائرة التي قطعت زهاء خمسين مترًا على مدرجها قبل انقطاع الكابل، ومواصلتها السير حتى السقوط في مياه البحر عوضًا عن توقفها.
ولم يعد من الممكن في هذه اللحظات للطيار إعادة تسريع محركي المقاتلة والإقلاع بها من جديد ومعاودة الهبوط ثانية، وبعد بضع ثوانٍ أعطى مسئول التحليق أوامره للطيار بالقفز من المقاتلة بواسطة كرسي الدفع والمظلة المزود بها ليترك الطائرة التي هوت إلى مياه البحر وينجو.
يذكر أن “سو-33” من تصميم مكتب “سوخوي” ويجري تصنيعها في مصنع “إركوتسك” الروسي للصناعات الدفاعية، وهي طائرة حربية متعددة المهام تجمع بين المقاتلة والطائرة الهجومية وتعمل في جميع الأحوال الجوية وعلى متن حاملات الطائرات.
و”سو-33″ نسخة مطورة عن “سو-27” ودخلت الخدمة صيف 1998، فيما تظهر المقارنة العامة بين “سو-27” و”سو-33″، أن الأخيرة مزودة بعدة هبوط، وهيكل يقبل طي الأجنحة والرافعات الموازنة لجميع عمليات الإقلاع من حاملات الطائرات، بالإضافة إلى أجنحتها الأكبر من طائرات الإقلاع البري لزيادة الرفع، كما أنها قادرة على التزود بالوقود جوًا.
ويبلغ وزن “سو-33” لدى الإقلاع 33 ألف كيلوجرام، وتقدر على الطيران 3000 كلم بلا تزود بالوقود وبسرعة قصوى تصل إلى 2300 كم/سا، فيما تستطيع التحليق على ارتفاعات تصل إلى 17000 متر.
وانطلقت حاملة الطائرات الروسية “الأميرال كوزنيتسوف” السبت 15 أكتوبر الماضي قاصدة الساحل السوري وترافقها مجموعة سفن حربية تابعة لأسطول الشمال الروسي.
وتحمل “الأميرال كوزنيتسوف” حسب المصادر العسكرية الروسية، أكثر من خمسين طائرة بما فيها مقاتلات “ميج-29 KR”، و”ميغ 29-KUBR”، ومقاتلات “سو-33” البحرية، إضافة إلى مروحيات “KA-52″ الملقبة بـ”التمساح”.
كما تحمل “كوزنيتسوف” صواريخ مجنحة مضادة للسفن من نوع “جرانيت”، وصواريخ “كلينوك” المضادة للأهداف الجوية، وأنظمة “كاشتان” الصاروخية المدفعية، إضافة إلى منظومات دفاعية متكاملة مضادة للغواصات.