أخبار عالمية

مصر تطيح بأحلام قطر وتتربع على عرش غاز شرق المتوسط

مصر تطيح بأحلام قطر وتتربع على عرش غاز شرق المتوسط

أزمة جديدة تلوح في الأفق، ربما تواجه مصر على خلفية توفير إمدادات جديدة من الغاز الطبيعي المسال الذي كانت تستورده من الدوحة – أكبر منتج غاز مسال في العالم – وذلك نظرًا لتوتر العلاقات مع الدول المقاطعة، حيث تحاول قطر استخدام ورقة الغاز للضغط على القاهرة في مسعى منها لتغيير سياسة مكافحة الإرهاب.

قرار قطر يكشف النوايا السوداء ضد مصر، وذلك بعد تورط نظام "آل حمدين" في زعزعة استقرار الشعب المصري، عبر تمويل الإرهابيين – ليس هذا فحسب، بل أن التآمر القطري على مصر ليس وليد اللحظة بل له تاريخ ممتذ عبر عشرات السنين، بدءًا من تمويل محاولة عملية اغتيال الرئيس الأسبق حسني مبارك في أديس أبابا العام 1995، إلى تمويل جماعة الإخوان الإرهابية لتقويض النظام المصري، مرورًا بدعم الجماعة بالمليارات عندما وصلت إلى سدة الحكم في مصر عام 2012.

الغاز القطري

وتورد قطر نحو 60% من حاجات مصر من الغاز المسال، لكن العلاقات تأزمت بعد أن قطعت مصر والسعودية والإمارات والبحرين العلاقات مع الدوحة، وفرضت عقوبات عليها.

وتعتبر مصر من أكبر المستوردين بالنسبة للسلع الأولية مثل الوقود والقمح، وكان لها دور كبير في تعافي أسواق الغاز الطبيعي حول العالم.

"مصادر مطلعة" كشفت عن رفض طلبات من شركتين لشحن إمدادات إضافية من الغاز المسال القطري إلى مصر، في وقت تسعى الدوحة لبيع المزيد من الشحنات الفورية إلى أوروبا، بحسب رويترز.

الرفض القطري، يكشف التخبط لدى نظام "آل حمد" في بيع المزيد من الشحنات الفورية إلى أوروبا، ويمهد إلى عرقلة تجارة الطاقة في المنطقة.

لكن المتحدث باسم "قطر للبترول"، نفى تلك الأنباء، مؤكدًا أن نشاط الغاز الطبيعي المسال القطري يسري كالمعتاد، حيث تواصل الدوحة الوفاء بجميع التزاماتها والانخراط بشكل فعال مع كافة الأطراف المقابلة.

الخطوات العقابية التي تنتهجها الدوحة قد تخلق ملاذا آخر لدى مصر في البحث عن بديل لسد احتياجاتها من الغاز المسال.

هذا بالفعل ما أكده، محمد المصري رئيس الشركة المصرية القابضة للغازات "إيجاس"، حيث قال: إن "مصر قامت بالاتفاق مع روسيا وعمان وفرنسا على استيراد 45 شحنة من الغاز الطبيعي المسال حتى نهاية عام 2017".

الاتفاق المصري خلق حالة من الطمأنينة لدى الشعب، وذلك بعد الحصول على معظم الإمدادات لعام 2017 من قطر ومنتجين آخرين.

والسؤال الأبرز هنا، هل ستظل مصر لاعبًا رئيسيًا في قطاع البترول بعد قطع العلاقات مع أكبر منتج للغاز المسال؟

من المتعارف عليه أن مصر تحتل المركز الـ16 من حيث إجمالي الاحتياطيات العالمية للغاز والمركز الـ15 من حيث مستوى الإنتاج، بل وتعد ثاني أكبر منتج للغاز على مستوى أفريقيا وأول دولة منتجة للبترول من خارج أوبك على مستوى أفريقيا.

ليس هذا فحسب، بل إن طبقات مصر الجيولوجية الجديدة تحتوى على احتياطيات هائلة في مناطق خليج السويس والصحراء الغربية ودلتا النيل وشرق المتوسط، إضافة إلى أن هناك مناطق بها إمكانيات لم يتم استكشافها بعد مثل منطقة غرب المتوسط – حيث لاتزال هناك أكثر من تريليون برميل يوميًا، ودلتا النيل التي تحوي 232 تريليون قدم مكعب من الغاز، والصحراء الغربية التي تضم مصادر غير تقليدية تقدر بـ100 تريليون قدم مكعب، وخليج السويس بنحو 112 تريليون قدم مكعب، وصعيد مصر والتي يمكنها إنتاج نحو تريليون تريليون برميل يوميًا.

فالمقومات التي تمتلكها مصر في البحر المتوسط، جعلتها مركزًا إقليميًا لتصدير واستيراد البترول والغاز، خاصة بعد الكشف عن حقل ظهر وشمال الإسكندرية وأتول، حيث من المفترض أن تبدأ الإنتاج بنهاية العام 2017 و2018 بمعدلات 2.5 مليار قدم مكعب من الغاز، وباستثمارات 25 مليار دولار بما يعادل 250، وهذا ما يجعل مصر مركزًا إقليميًا للطاقة والغاز.

ومن هذا المنطلق يجب التأكيد على أن مصر لن ترضخ أمام أكبر منتج للغاز المسال في العالم مهما بلغت التحديات والصعاب، بل ستظل شامخة.

زر الذهاب إلى الأعلى