السياسة والشارع المصريعاجل

مصر في عيون الصحافة الأجنبية عن يوم ( 7-4-2018 )

 

 

موقع ( المونيتور ) الأمريكي : هل ستنجح مصر في إقصاء قطر عن قطاع غزة؟

ذكر الموقع أن الساحة الفلسطينية شهدت في الآونة الأخيرة تقلص المساعدات ومشاريع البنى التحتية القطرية المقدمة إلى قطاع غزة، وذلك عقب فرض الحصار على قطر من قبل ( السعودية / الإمارات / البحرين / مصر ) منذ  يونيو الماضي من عام 2017، مشيراً إلى أن دراسة إسرائيلية صادرة عن معهد أبحاث الأمن القومي في جامعة تل أبيب أكدت أن دول الحصار تعمل على وقف المساعدات القطرية، التي تقدم إلى السكان المدنيين في غزة وتدخل عبر إسرائيل، في الوقت الذي ترى إسرائيل في المساعدات القطرية محاولة لتخفيف الضائقة الإنسانية وتسهم في إرجاء محتمل للمواجهة المقبلة بينها وبين المقاومة الفلسطينية في القطاع.

أشار الموقع إلى أن الدراسة أكدت صعوبة نقل مساعدات قطر إلى غزة منذ فرض مقاطعتها، إذ أصبحت أكثر تعقيداً، حيث منعت مصر نقل البضائع والمواد الخام المقدمة من قطر عبر معبر رفح، وبقيت إسرائيل الطريق الوحيدة أمام قطر من أجل نقل المساعدات إلى القطاع، موضحة أن هناك ضغوطاً سياسية تمارس على إسرائيل من قبل الإدارة المصرية لمنع إدخال المساعدات القطرية من خلال المعابر التي تسيطر عليها، لافتة إلى أن زيادة تأثير قطر في القطاع يعني تصاعد التوتر بين إسرائيل والنظام المصري، الذي تولي إسرائيل أهمية بالغة للحفاظ على التعاون الاستراتيجي معه.

أشار الموقع إلى أن صحيفة (العربي الجديد) أكدت في تقرير لها في 17 مارس الماضي أن هناك حراكاً لتشكيل لجنة أميركية – مصرية – إسرائيلية للقيام بمهام إنسانية وإغاثية في قطاع غزة تتجاوز السلطة الفلسطينية، وتنسق ميدانياً مع مؤسسات أميركية ذات علاقة مع مؤسسات أهلية في القطاع، لضمان استمرار الهدوء في غزة وتجنب كارثة إنسانية محققة، مشيرة إلى أن اللجنة المشكلة تعمل في الأساس على تحجيم دور قطر الإنساني في القطاع، الذي بات هاجساً لمصر التي تريد العودة بقوة إلى الملف الفلسطيني.

نقل الموقع عن المحلل السياسي “هاني حبيب” أن مصر تعتبر قطاع غزة جزءاً من الأمن القومي المصري بحكم الجغرافيا السياسية، التي تربط المنطقتين ببعضهما، وترى أن الدور القطري في تقديم الدعم الإنساني إلى القطاع والقضية الفلسطينية بشكل عام، يأتي على حساب دورها، ويبعدها عن المشهد، موضحاً أن مصر لا تريد لأي دولة التدخل في الشأن الفلسطيني، مؤكداً أن المقاطعة لقطر أثرت بشكل مباشر على العلاقات المصرية – القطرية، الأمر الذي أثر بدوره على إدخال المساعدات القطرية إلى القطاع، كما تلعب إسرائيل على كل الأطراف، فهي تحاول إرضاء قطر من خلال إدخال مساعداتها واستمالة مصر من خلال تبرير موقفها تجاه إدخال المساعدات القطرية عبرها في إرجاء المواجهة المقبلة بين غزة وإسرائيل ، مؤكداً أن إسرائيل تعول في الفترة الحالية على الإدارة الأمريكية في تخفيف حدة الغضب المصري تجاه الدعم القطري لغزة ، كما يعد قطاع غزة سوقاً استهلاكية وحيوية لبضائع مصر، ومن مصالحها الاقتصادية والسياسية وقف الدعم القطري ، مضيفاً أن إقصاء قطر عن المشهد الفلسطيني هو أمر متوقع، إذ لم تكن الوسيط النزيه في المصالحة الفلسطينية كونها كانت منذ البداية منحازة إلى حركة “حماس”، موضحاً أن الدور المصري هو الدور الذي أثبت فعاليته في إنهاء حالة الانقسام.

نقل الموقع عن رئيس قسم العلوم السياسية في جامعة الأزهر “مخيمر أبو سعدة” أن مصر ترى القطاع فناءها الخلفي. ولا تريد أي تدخل خارجي لقطر، خصوصاً أنها تدعم الإسلام السياسي، وأي تدخل يعد منافساً لدورها، مؤكداً أن إسرائيل لا ترغب في منع دخول الدعم القطري عبرها لتأثيره السلبي المتمثل في التصعيد والانفجار باتجاهها، حيث أن قطر هي الدولة العربية الوحيدة التي تؤثر على قرار حماس السياسي منذ انتقال رئيس مكتبها السياسي السابق “خالد مشعل” من دمشق إلى الدوحة ، كما أن حماس لا يمكن أن تقبل بالمال السياسي الذي قد ترسله الإمارات من خلال القيادي المفصول من حركة فتح “محمد دحلان” إلى القطاع بهدف إقصاء الدور القطري، حيث تدرك الحركة أن هدفه تهميش دورها وإجبارها على الخروج من مربع دول الإسلام السياسي، والتي تتمثل في ( قطر / تركيا / إيران ) .

ذكر الموقع أن المحلل السياسي “مصطفى الصواف” استبعد استجابة إسرائيل للضغوط المصرية، لافتاً إلى أن هناك حالة تحييد للدورين القطري والتركي ومحاولة إبراز الدور المصري، عبر تشكيل لجنة أميركية – مصرية – إسرائيلية لإدارة أزمة القطاع، كما نقل الموقع عن المحلل الاقتصادي “أمين أبو عيشة” أن المشاريع والمساعدات القطرية هي جزء من عوامل الصمود اللحظية الوقتية، إذ لم تتمكن تلك المشاريع من تعزيز النمو الاقتصادي ورفعه، فضلاً عن أن التمويل السياسي هو تمويل مشروط بتحقيق أجندة معينة، كما أن سلبياته تفوق إيجابياته على المدى البعيد .

زر الذهاب إلى الأعلى