فى مشهد فريد من نوعه، ووسط أجواء من الشجن ممزوجة بلحظات الوداع، شهدت جامعة القاهرة ، اليوم الثلاثاء، مظاهرة حب من العاملين بالجامعة لوداع الدكتور محمد الخشت رئيس الجامعة وذلك بمناسبة انتهاء فترة رئاسته للجامعة لبلوغ السن القانونى، وانتهاء العام الجامعى 2023/2024 .
واصطف العاملون بإدارات جامعة القاهرة والكليات، أمام مبنى القبة وداخلها لوداع الدكتور محمد الخشت ، وقدموا له باقات من الورود والدروع التذكارية باسم العاملين بالجامعة على انجازاته خلال رئاسته لجامعة القاهرة منذ عام 2017، وحرص العاملين على التقاط الصور التذكارية مع الدكتور محمد الخشت.
وأعرب العاملون بجامعة القاهرة، عن تقديرهم الكامل للدكتور محمد الخشت رئيس الجامعة على ما حققه من انجازات لجامعة القاهرة جعلتها فى مقدمة الجامعات المصرية والعالمية بالتصنيفات الدولية للجامعات ودخولها المربع الذهبى فى بعض التصنيفات وتسبق جامعات عالمية ودولية، فضلا عن طفرة تطوير المستشفيات الجامعية ، وكذلك استحداث برامج جديدة بكليات الجامعة تتماشى مع وظائف المستقبل، بالإضافة إلى مواقفه الانسانية مع العاملين بالجامعة.
وتتنظر جامعة القاهرة غدا الأربعاء قرارا بتعيين رئيس جديد لجامعة القاهرة خلفا للدكتور محمد الخشت .
جدير بالذكر أن الدكتور محمد الخشت عام 1964 وتدرج فى سلمه التعليمى ليصبح أستاذا لفلسفة الدين والمذاهب الحديثة والمعاصرة (كلية الآداب-جامعة القاهرة)، ويعد من رواد علم فلسفة الدين فى العالم العربي، وله العديد من الكتابات فى هذا المجال منذ بداية تسعينيات القرن الماضي.
يُعد “الخشت”، رائد علم فلسفة الدين فى العالم العربي، نظرا للثقل الفكرى والأكاديمى الذى يظهر فى كتابات الخشت التى أسست لهذا التخصص منذ بداية تسعينيات القرن العشرين. وهو أول من ألف وأول من حصل على الدكتوراه ثم الاستاذية فى فلسفة الدين، وكتابه “مدخل إلى فلسفة الدين” يعد أول كتاب فى الفكر العربى حيث صدر عام 1993 م، ولذا يعده جمهرة الباحثين رائد فلسفة الدين فى العالم العربي، لا سيما أنه استطاع التمييز بين العناصر العقلانية وغير العقلانية فى الأديان، مستندا إلى المنهج العقلانى النقدي، فى كتابه “المعقول واللامعقول فى الأديان” ، وكتابه “تطور الأديان”، وكتابه ” نحو تأسيس عصر دينى جديد”، وكتابه “العقل وما بعد الطبيعة”، وموسوعته “معجم الأديان العالمية”. وتوجد مئات الآلاف الإشارات المرجعية لمؤلفاته فى الدراسات والمواقع الغربية، كما توجد آلاف الاقتباسات من مؤلفات وتحقيقاته.
يجمع “الخشت” بين التعمق فى التراث الإسلامي، والفكر الغربى، وتتميز مؤلفاته بالجمع بين المنهج العقلى والخلفية الإيمانية، كما أنه صاحب نظرية جديدة فى تطور الأديان قدمها فى كتابه “تطور الأديان”، وتمكن فيه من تقديم أول مقارنة شاملة بين الأديان والفلسفات من منظور نظريات التطور، تجمع بين الوصف العلمي، والتحليل الفلسفى والنقد العقلى الملتزم بمعايير المنطق، وشغل منصب مسؤول جودة الأنشطة الطلابية فى مشروع تطوير الأنشطة بوزارة التعليم العالى عن جامعة القاهرة “2007-2008″، كما كان المؤسس والمشرف على مشروع جامعة القاهرة للترجمة “2010- 2015″، له العديد من المؤلفات.
وتولى “الخشت” رئاسة تحرير “مجلة هرمس” وهى مجلة علمية محكمة فى العلوم الإنسانية والاجتماعية، معتمدة من أكاديمية البحث العلمى ولجان ترقيات الأساتذة والأساتذة المساعدين فى مختلف تخصصات العلوم الإنسانية والاجتماعية فى الجامعات المصرية، “2011- 2015″، ثم تم تصنيفه من اليونسكو ضمن الفلاسفة العرب المعاصرين فى “موسوعة الفلاسفة العرب المعاصرين”، الصادرة عن كرسى اليونسكو للفلسفة 2017، وتضمنت الموسوعة بحثا علميا عنه بعنوان “الخشت وألعاب الفلسفة: البعد التجديدى فى فكر الخشت ” للباحث الدكتور ماهر عبد المحسن.
وتولى الدكتور الخشت الكثير من المناصب القيادية بجامعة القاهرة، من بينها المُستشار الثقافي للجامعة (2002- 2013)؛ ومُدير مركز جامعة القاهرة للغات والترجمة (2010- 2013)؛ وعُضو اللجنة الدائمة لاختيار الوظائف القيادية بجامعة القاهرة (2013-2013)؛ ومُسئول التدريب والتثقيف للجامعات المصرية بوزارة التعليم العالي (2013)؛ ومُستشار الدراسات العليا بجامعة القاهرة عضو المكتب الفني (2009 – 2013)؛ ومُسئول جودة الأنشطة الطلابية في مشروع تطوير الأنشطة بوزارة التعليم العالي عن جامعة القاهرة (2007-2008)؛ والمُؤسس والمُشرف على مشروع جامعة القاهرة للترجمة (2010- 2017)؛ والمُشرف على تحرير مجلة هرمس (2010- 2013ونائب رئيس جامعة القاهرة لشئون التعليم والطلاب (2016- يوليو 2017). كما شغل منصب المُستشار الثقافي المصري لدى المملكة العربية السعودية (2013- 2015)..
وحصل الخشت على العديد من الجوائز منها جائزة شخصية العام من السفارة المصرية بالمملكة العربية السعودية (2014)، وجائزة التفوق العلمي في العلوم الاجتماعية من جامعة القاهرة (2013)،وجائزة النشر العلمي الدولي من جامعة القاهرة (2013)، وجائزة التفوق العلمي في العلوم الإنسانية من جامعة القاهرة (2010).، جائزة الأستاذ المثالي من كلية الآداب جامعة القاهرة عام (2010)،وجائزة البروفيسور أندريه لالاند من كلية الآداب- جامعة القاهرة (1986).