معاريف: إيران تمد جسرها الشيعي.. والعرب مشغولون بخلافاتهم
بعنوان "هكذا تخطو إيران في ثقة صوب هيمنة إقليمية"، حذرت صحيفة "معاريف" العبرية مما سمته "استمرار طهران في تشييد جسر شيعي من الخليج العربي للبحر المتوسط، في وقت تنصب فيه اهتمامات كل من مصر والسعودية على أمور أخرى".
وأضافت: "إيقاع الأحداث في منطقتنا من شأنه أن يسبب الدوار حتى للأشخاص المستقرين؛ ففي الأسبوع الماضي سقطت الموصل بأيدي الشيعة وإيران، وتم انتزاعها من قبضة تنظيم داعش، وبدأت القاهرة في فرض إملاءاتها على حماس فيما يتعلق بطريقة إدارة غزة".
واستكملت: "للمرة الأولى منذ اتفاقية سايكس بيكو أي منذ 101 عام، توقع القوى العظمى العالمية على اتفاق لتقسيم الشرق الأوسط، هذه التطورات من شأنها أن تبدو كإيجابية بالنسبة لتل أبيب على المدى القصير، لكن حين ننظر بشكل أبعد سنجد إيران تخطو في ثقة كي تفرض هيمنتها الإقليمية أكثر وتكمل تطويقها لشبه جزيرة العرب".
وقالت: "في إسرائيل، لم يتخذ القرار بعد حول أي نوع من البُشرى جلبت معها اتفاقية ترامب بوتين الأولى؛ جنوب سوريا اختير ليكون الكبش الذي سيذبح ويضحى به لبناء الثقة بين روسيا وأمريكا، هذه ليست سايكس بيكو، لكنها مفترق طرق هام فيما يتعلق بتدخل القوى العظمى في الشرق الأوسط، إسرائيل من ناحيتها وعلى عكس ما يتم نشره لم تكن شريكا في الاتفاق، وكذلك الأردنيون اضطروا إلى قبول الأخير كصفقة منتهية".
واستكملت: "الأنباء الطيبة بالنسبة لتل أبيب هو أن حماس دخلت في حالة ارتباك؛ وذلك بسبب إعلان مصر والدول العربية مقاطعتها للدوحة، ورجالها يتجهون للقاهرة حزانى مصدومين ليوافقوا ويقبلوا أي إملاءات تفرضها القاهرة عليهم؛ هذا يأتي لعدم وجود قيادة خارجية للحركة الفلسطينية كما كان في الماضي، فقياداتها كلها تجلس في القطاع وتخضع للمصريين، وستضطر حماس إلى الموافقة على وجود رجال محمد دحلان -القيادي الفتحاوي المفصول- في غزة في وقت يرى فيه البعض بإسرائيل هذا الأمر شيئا إيجابيا".
ولفتت إلى أن "المصريين يؤمنون أن هناك فرصة في استبدال نظام الحكم في كل من قطر وغزة، لكن الواقع أكثر تعقيدا، الدوحة تتعافى ولا توجد فرصة في إعطاء حماس رجال دحلان أكثر من مكانة رمزية في القطاع، الحركة الفلسطينية كانت وستظل الحاكم الأوحد لغزة، أما نحن الإسرائليين الذين وافقنا على مطلب محمود عباس -رئيس السلطة الفلسطينية- وأوقفنا مد القطاع بالكهرباء وصمتنا على الحرب التي يشنها أبو مازن ضد غزة، وجدنا أنفسنا في النهاية لاعبين هامشيين وثانويين في مسار نسجه المصريون".
وقالت: "الخطوة المصرية أبعدت عنا خطر الحرب لكنها كشفت أن حكومة نتنياهو ليست بالمبادرة وإنما المنساقة وراء أعمال الآخرين"، مضيفة: "في الوقت الذي انشغلنا فيه بأمور تافهة، تحلم القاهرة بوضع دحلان خليفة لحماس وتؤمن الرياض بتطويق الدوحة، بينما طهران تعزز قاعدتها في اليمن وتسلحها بالصواريخ".
وختمت: "إيران تشخص بعينيها للفريسة القادمة، ألا وهي سلطنة عمان ومملكة البحرين؛ قاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري تحول إلى خبير في معرفة نقاط الضعف بالمنطقة، وهو يسعى لملء الفراغ الذي يراه ويعزز الحصار حول السعودية".