قال الدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية، أن المؤتمر العالمى للإفتاء التى تنطلق فعالياته الثلاثاء القادم، تحت عنوان ” دور الفتوى فى استقرار المجتمعات” وتنظمه دار الإفتاء سيعمل على جمع كلمة الأمة الإسلامية تحت مظلة الفكر الوسطى، والتوجه ناحية مبادئ الإسلام العليا ونشر فضائله وبيانها للعالمين، وتوحيد جهود جهات الفتوى لإيجاد منهجية صادقة وجادة للتكامل والتعاون بين هذه الجهات، والخروج من أزمة تضارب الآراء والفتاوى.
حيث أوضح فى لقائه الأسبوعى “حوار المفتى” على فضائية “أون لايف” أن دار الإفتاء المصرية منذ نشأتها وهى تتبنى وسطية منهجية معتدلة تتصدى للتشدد، وتواجه المرجعيات الدينية المتطرفة التى تكتوى بها الأمة الإسلامية، مشيًرا إلى التطور الحادث فى الدار حيث تفاعلت مع وسائل التواصل المختلفة بأكثر من لغة لتوصيل رسالتها وبيانها للناس والتصدى للفكر المتطرف.
وعن تزايد الإقبال الدولى للمشاركة فى المؤتمر العالمى للإفتاء التى تنظمه الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم إلى أكثر من 60 دولة أكد مفتى الجمهورية، أن زيادة الإقبال الدولى على المشاركة فى المؤتمر هذا العام والذى يعقد بعد أيام فى 17/19 أكتوبر الجارى يعكس الثقة المتزايدة فى دار الإفتاء المصرية؛ نظرًا لما حققته الدار من حراك علمى وفقهى بإنشائها أول هيئة علمية على مستوى العالم تجمع المفتين وهيئاتهم الإفتائية على قلب رجل واحد؛ بهدف إنتاج عمل إفتائى رصين متصل بالأصل ومرتبط بالعصر، وهى “الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم “، والتى كانت إحدى توصيات مؤتمر دار الإفتاء الأول فى عام 2015م.
وعن الجديد هذا العام فى مؤتمر الإفتاء قال مفتى الجمهورية أن المؤتمر هذا العام سيتميز بعقد ورش عمل مميزة للعصف الذهنى حول الموضوعات المطروحة فى المؤتمر، وصور الفتاوى المتشددة على الفضاء الإلكترونى، واستخدام الجماعات المتطرفة له، وعرض تجربة دار الإفتاء المصرية فى التعامل معه لتعم الاستفادة من هذه التجربة.
أما عن بعض القضايا التى سيناقشها المؤتمر أوضح فضيلته أن المؤتمر سيناقش مسألة تغير الفتوى بتغير الزمان والمكان والأحوال، والتى تُعد من أكبر القضايا التى يمكن أن تطرح فى هذه الأوقات، فإن تغيير اجتهاد المجتهد أو المفتى بتغير ظروف وأحوال الواقع أو المستفتى من الأمور التى يجب أن يؤخذ بها، لأن تغييره هذا يأتى من المنهجية العلمية الصحيحة التى يُصدِرُ من خلالها فتواه، فهو يراعى تغيُّرَ العرف وتجدد العادات التى تقتضى تجدد الأحكام ومعه تتغير الفتاوى، وكذلك يراعى تغير الزَّمان والمكان، فالفتوى تختلف من بلد لآخر ومن وقت لآخر.
وتابع فضيلته أن الفتوى الشاذة وغير المنضبطة لا تقل فى خطورتها عن القنابل العنقودية فى انتشار تدميرها وهدمها للمجتمعات، لأن إذ لم تكن وفق الضوابط الشرعية أو متناغمة مع الرحمة الشرعية المنشودة ستكون مشكلة بلا شك وتُحدث بلبلة وإرباك للمجتمع.
واختتم لقاءه بالتأكيد على أهمية تحقيق الاستقرار، لأنه عماد البناء والعمران، وذلك من خلال نشر الوعى الدينى السليم، وإطفاء نار الفتاوى الضالة والمضلة والتى تثير اللغط والبلبلة فى المجتمعات.