نشر موقع الشروق مقال بعنوان ” رسالة روسيا إلى العالم ” للكاتب الصحفي والناقد الرياضي حسن المستكاوي جاء على النجو الأتي :-
يوم الأحد الماضى (3 يونيو) هبطت فى كازاخستان بالقرب من بلدة جيزكازجان.. هبطت بسلام من الفضاء على متن المركبة الفضائية «سيوز إم إس 07»، الكرة التى ستلعب بها مباراة الافتتاح بين منتخبى روسيا والسعودية، بعد رحلة فضائية (استعراضية).
فكانت الكرة قد نقلت إلى المحطة الفضائية الدولية فى شهر مارس الماضى، ونال شرف إعادتها رائد الفضاء الروسى انطون شكابليروف، بمساعدة مجموعة من رواد الفضاء من جنسيات مختلفة، ومنهم الأمريكى سكوت تينجل واليابانى نوريشيجى كاناى..!
هذا جزء من العرض، أو من الرسالة التى ترغب روسيا فى صياغتها وإطلاقها إلى العالم، لا سيما العالم الغربى، الذى يلوك الشائعات، عن روسيا كما يقول العديد من المسئولين الروس ومنهم رئيسة الاتحاد الروسى، فى إطار تعليقها على حرب الغرب ضد بلادها مؤكدة على أنها ترحب بهم لمشاهدة روسيا الحقيقية، والروس الحقيقيين.. وفى كلمته التى ألقاها مرحبا بفرق ولاعبى ومدربى وخبراء وجماهير كرة القدم فى العالم حرص الرئيس فلاديمير بوتين على الترحيب بالضيوف بكلمة إنجليزية: «مرحبا بكم فى روسيا» مضيفا لقد فعلنا كل شىء حتى يشعر ضيوفنا واللاعبون والخبراء وبالطبع الجماهير أنهم فى منزلهم فى روسيا..
وأعرب بوتين عن أمله ألا تقتصر اللحظات التى لا تنسى على المباريات فقط، بل أن يكون هناك دور لثقافة روسيا وتاريخها وطبيعتها.
لم تنفق روسيا أكثر من 11 مليار دولار هباء. فالرسالة تستحق، والارباح واردة، بل إن تنظيم كأس العالم جعل الاقتصاد الروسى يتعافى من تأثيرات سلبية تعرض لها خلال السنوات الثلاث الماضية.. والإستادات التى أنشئت تعد بتكلفتها الاستثمارية بناء للمستقبل، حيث يمارس كرة القدم فى روسيا 6 ملايين لاعب. والرسالة حضارية وسياسية ورياضية وثقافية واجتماعية وسياحية أيضا، فالعالم لا يعرف من مدن روسيا سوى بطرسبرج وموسكو بينما هناك 11 مدينة تستضيف مباريات البطولة وسوف تستضيف الملايين من جماهير المنتخبات المشاركة..
المنتخبات وقع اختيارها للإقامة على مدن ومناطق يتوقع أن تشعر فيها بالراحة مثل منتخب مصر الذى وقع اختياره على جروزنى فى الشيشان على الرغم من أن الفريق سوف يقطع آلاف الأميال خلال الدور الأول، وهو ثانى فريق بعد نيجيريا قطعا لمسافات طويلة من بين 32 منتخبا. بينما وقع اختيار المنتخب الألمانى على فاتوتينكى إحدى ضواحى العاصمة موسكو على بعد 35 كيلومترا فقط من استاد لوجنيكى الذى سيخوض عليه المانشافت أولى مبارياته فى المونديال أمام المنتخب المكسيكى. كما أن مقر الإقامة يبعد 30 كيلومترا فقط عن مطار «فنوكوفو» بينما يقع على بعد خمس دقائق فقط بالسيارة من ملاعب تدريب الفريق على ملعب سيسكا موسكو. ولم يخضع يواخيم لوف المدير الفنى للفريق لإغراء وسحر سوتشى بمناظرها وطبيعتها الخلابة وقال: «كنا واقعيين هذه المرة.. موسكو عمليا أفضل من جنة سوتشى»..!
من تشجع فى المونديال بعد منتخب بلادك؟ سؤال يطرح فى كل بطولة لكأس العالم. وتتنوع الآراء. إلا أن إقليم الشرق الوسط ينحاز للبرازيل، والكرة اللاتينية بصفة عامة التى يمثلها الأرجنتين وإسبانيا وفرنسا والبرتغال. بينما يشجع منتخب إنجلترا التقليديون الذى يرون أن الإنجليز اخترعوا اللعبة ويستحقون التشجيع من أجل ذلك. وهناك من يختار تشجيع أحد نجومه، كريستيانو رونالدو أو ميسى. بل إن البعض فى كاتالونيا انقسموا بين منتخب إسبانيا وبين الأرجنتين بسبب الحركة الانفصالية..
** مرحبا بكم فى المونديال..