آراء أخرى

مقال بعنوان “ليس كل النقد هدامًا” للكاتب عماد الدين حسين

نشر موقع الشروق مقال للكاتب عماد الدين حسين بعنوان ليس كل النقد هدامًا جاء على النحو الآتي :-
صباح أمس الخميس أصدرت شركة بريزنتيشن ردا وتوضيحا على ما جاء فى مقالى فى هذا المكان، يوم الأربعاء تحت عنوان: «لماذا لم ترسلوا المشجعين؟»، الذى تساءل عن سر سفر شخصيات عامة على حساب شركة يساهم فيها المال العام من دون معرفة العائد من وراء هذه الخطوة؟.
أولا: كل الشكر لشركة بريزنتيشن على اهتمامها بالرد، والذى ننشره كاملا فى هذا العدد تطبيقا للقواعد المهنية. وشكر خاص للشركة لأنها اهتمت بالرد على مقال العبدلله، على الرغم من أن عدد من كتبوا أو تكلموا فى هذا الموضوع لا يمكن إحصاؤهم سواء على السوشيال ميديا أو وسائل الإعلام التقليدية والمكتوبة والمسموعة والمرئية.
ثانيا: كنت حريصا على عدم ذكر اسم شركة الاتصالات الوطنية، حتى يبدو الأمر موضوعيا، وليس شخصيا، بل لم أذكر من قريب أو بعيد اسم شركة بريزنتيشن.
ثالثا: ومن الشكل إلى المضمون. فقد كنت واضحا فى مقالى بأن من حق أى شركة خاصة أو عامة، أن تلجأ إلى كل الأساليب والأشكال الدعائية للترويج لنفسها فى سوق تشهد منافسة محتدمة. السؤال كان متعلقا بفقرة محددة وهى الشخصيات العامة التى لاقت انتقادا من كثيرين، والدليل أننى كتبت فى نفس المقال مؤيدا حق الشركة الوطنية أو الخاصة فى الاستعانة بفنانين أو رياضيين فى الترويج لها بكل الطرق.
رابعا: تقول الشركة إن من حقها أن تلجأ لكل الأساليب التسويقية، كما تفعل الشركات المنافسة، وهذا حقها الكامل بالطبع، ولا يمكن تصور أن ينتقدها أحد على ذلك. الخلاف كان حول نقطة محددة هى الفنانون والشخصيات العامة.
خامسا: أشكر الشركة على توضيح أنها أرسلت ١٣٥٠ شخصا من المواطنين العاديين أو «آحاد الناس» كما أسماهم البيان، منهم عشرة فنانين فقط أى أقل من ١٪ من النسبة. وهنا أسأل بحسن نية: ألم يكن من الأفضل أن تعلن الشركة هذا الكلام من البداية حتى تكون الأمور واضحة، ولا تترك مجالا للقيل والقال؟
ظنى الشخصى أن غياب هذه المعلومات التى تم توضيحها لاحقا كان هو السبب الرئيسى فى حالة اللغط والتساؤلات والانتقادات اللاحقة.
سادسا: نقدر الدور الكبير للشركة فى دعم المنتخب وصناعة الكرة المصرية، وهذا أمر لا خلاف عليه بالمرة، وكذلك فيما يتعلق بالحشد الجماهيرى فى روسيا.
سابعا: لا يوجد عاقل يتصور أننا انهزمنا بسبب سفر بعض الفنانين أو الشخصيات العامة إلى روسيا، علما بأن شركات أخرى منافسة استضافت العديد منهم أيضا، ولم يكن الأمر مقصورا على الشركة الوطنية، لكن الانتقادات انصبت فى الأساس على حالة الفوضى التى صاحبت اقتحام خصوصية اللاعبين، وهو أمر خطير لا تتحمله هذه الشركة أو تلك، بل المسئولون فى اتحاد الكرة الذين سمحوا بهذا الأمر، وأعطوا هذا الانطباع الذى جعل كثيرين يركزون فقط على نقطة الفنانين وينسون أن هذا هو مستوانا الحقيقى فى الكرة منذ سنوات.
ثامنا: أخطر ما فى رد شركة بريزنتيشن هو الفقرة الأخيرة التى تقول إن هناك حملات مكثفة على الشركة الوطنية للاتصالات لتشويهها والانتقاص من دورها، ويتساءل البيان: لمصلحة من هذه الحملات؟!.
بطبيعة الحال هناك تنافس شرس فى سوق الاتصالات، ونعلم جميعا المحاولات الدءوبة والممنهجة لمنع ظهور الشركة الوطنية ومحاربتها بطرق كثيرة، والعبدلله كتب أكثر من مرة مطالبا بإنشاء هذه الشركة وتعظيم دورها.
لكن ما أتمناه من الشركة أن تفرق تماما بين حملات المنافسين وبين غضب الرأى العام، الذى لم يكن منصبا فقط على سفر الفنانين، ولكن على الهرجلة بشكل عام.
أتمنى ألا تتعامل الشركة مع كل ما كتب ونشر فى هذا الموضوع باعتباره «حملات موجهة ومغرضة». هناك آلاف المصريين كتبوا على السوشيال ميديا منتقدين بعض السلوكيات بدافع الغيرة الوطنية فقط. وهناك فضائيات كثيرة مملوكة للدولة انتقدت نفس السلوكيات. والأستاذ عادل أمين كتب فى الأهرام الخميس موضوعا مهما عنوانه: من المسئول عن الفوضى بمعسكر المنتخب الوطنى؟. وأعرف مسئولين كبارا فى الدولة همسوا وألمحوا للموضوع، وبعضهم تحدث بوضوح عن «النخبة المترفة الضالة التى ذهبت إلى موسكو لتمارس العلاقات العامة فأساءت إلى الوطن». وهذا أمر ارتكبه كثيرون ولم يكن للموضوعية مقصورا على جهة واحدة.
مرة أخرى.. كل التمنيات الطيبة لشركة الاتصالات الوطنية، وشكرا على توضيح «بريزنتيشن»، وأتمنى أن نستفيد جميعا من هذا الدرس فى المرات المقبلة.

زر الذهاب إلى الأعلى