السياسة والشارع المصري

مقال للكاتب أكرم القصاص بعنوان : ( مستشفيات بمليارات مغلقة للتطنيشات )

نشر موقع اليوم السابع مقالاً بعنوان : ( مستشفيات بمليارات مغلقة للتطنيشات ) وجاء كالتالي :

بمناسبة ما يحدث فى منظومة الصحة والعلاج، وما يتكشف يوميا من إهمال وغياب تام لأى نوع من المتابعة أو الرقابة فى المستشفيات العامة والمركزية.

 نحن أمام حالة إهمال عمد مع سبق الإهمال والتربص. وقد كشفت حملات الأجهزة الرقابية أن المستشفيات التى تكلفت مئات الملايين، وتم تجهيزها وتزويدها بغرف عمليات، لا تعمل، بسبب غياب الأطباء والتمريض، وربما مديرى هذه المستشفيات. وبعضها يتم نهب هذه المستلزمات باعتبارها «مال سايب مالوش صاحب».

ويفترض أن وزارة الصحة تتحرك للمتابعة ولا تنتظر أجهزة الرقابة، لكن ما يحدث يكشف عن أن هناك مرضا عضالا فى وزارة الصحة.

 هذه المستشفيات تقام بأموال الشعب، ومدفوع فيها مليارات، لكنها تضيع على الأرض لأن وزارة الصحة ووكلاءها غائبون عن الصورة، ولا يجدون لديهم من الوقت لمتابعة ما يدور، كل هذا فى وقت نتحدث فيه عن اهمية أن يرشد كل مسؤول الإنفاق، ويقول المثل: «بيت المهمل يخرب قبل بيت الظالم»، ونحن أمام حالة نلقى فيها بالملايين على الأرض.

 ونتذكر أن رئيس الوزراء السابق المهندس إبراهيم محلب زار معهد القلب واكتشف مهازل، وأعلن تجديده، وهو ما تم فعلا، ويومها نظم أطباء ومواطنون حملة «علشان ماتتفاجئش»، نشروا على صفحات السوشيال ميديا صورا للإهمال والتسيب، كان هذا فى عهد وزير الصحة السابق، وما تزال الصورة قائمة بل أن هذه الحملات توقفت وكانت هى الأخرى موسمية ربما بسبب الملل، أو فقدان الأمل فى أن يتحرك مسؤول.

 الصحة عندنا ليست فقيرة، لكن الوزارة فقيرة بالمتابعة والرقابة والإدارة لدرجة أن هناك مستشفيات تكلفت ملايين، ولم يتم افتتاحها من عشر سنوات، منها مستشفى للصدر تم إنشاؤه فى القضابة بمركز بسيون غربية، وتكلف عشرات الملايين من أكثر من عشرة سنين، ولم يتم افتتاحه أو تشغيله. وربما ينهار قبل أن يتم تشغيله، لاحظ أن وزارة الصحة تبحث عن توسعات فى المستشفى المركزى، وتترك مستشفى ضخم بلا تشغيل.

 وخلال العام الماضى التقيت وزير الصحة الدكتور أحمد عماد فى مناسبة عامة، وطرحت عليه قصة مستشفى بسيون وأنه معطل من سنوات، فقال السيد الوزير إنه سيتم تجهيزه وتشغيله فى بداية هذا العام، لكن مر شهر يناير وفبراير ويكاد مارس ينتصف، ولم يفكر أحد فى الاقتراب من مبنى تكلف ملايين، وهو ليس حالة خاصة، لكن هناك الكثير من المستشفيات تحتاج إلى تجهيزات ويمكن حال توفير أطباء ومستلزمات أن توفر علاجا لآلاف. ولا نعرف إذا كان الوزير نسى الأمر، فهل يتذكره رئيس الوزراء. أم يبقى الوضع «مغلق للتطنيشات».

زر الذهاب إلى الأعلى