آراء أخرى

مقال للكاتب ” عباس الترابيلي بعنوان ” ليبيا.. بين سلطانين! “

سبحان الله، التاريخ يعيد نفسه.. فما لجأ إليه فايز السراج- ابن طرابلس- عام 2020 هو نفس ما لجأ إليه أهل طرابلس عام 1835.. أى استدعاء الجيش العثمانى ليحكم ليبيا!!.. كيف حدث ذلك وارتكبت طرابلس نفس الجريمة مرتين؟!.

انضمت ليبيا إلى الدولة العثمانية عام 1520 إلى أن انفردت أسرة القره مانلى بحكم ليبيا، بالذات فى طرابلس، من عام 1711 إلى 1745، وطلبت طرابلس دعمًا عثمانيًا من السلطان، وبذلك عادت السيطرة العثمانية إلى ليبيا عام 1835، أى برغبة وطلب طرابلس!!. والمرة الثانية عندما داهم الإيطاليون طرابلس 1911 فطالب أهلها جميعهم بدعم تركى عثمانى والنضال معها ضد الإيطاليين- رغم أن تركيا كانت وقتها تنهار- وهم يرون أن الحكم العثمانى لم يكن فى نظرهم حكمًا أجنبيًا، وهذا ما جاء فى مذكرة أول أمين عام للجامعة العربية- عبدالرحمن عزام- عام 1946 إلى الحكام العرب.

ولم يتوقف الطرابلسيون عند هذا الطلب.. إذ أرسلوا وفودًا إلى استانبول لدعوة «الخليفة العثمانى» لاستلام حكم ليبيا بعد تدهور البيت الحاكم القره مانلى على يد آخر ولاته يوسف باشا.. ويكاد هذا السيناريو القديم يتكرر هذه الأيام من زيارة السراج إلى تركيا وتوقيعه معه هذا الاتفاق المشؤوم.. إذ بهذين الطلبين القديم والجديد جاء العثمانيون إلى طرابلس برغبة أهلها.. وهكذا تقف ليبيا الآن فى مفترق الطرق.

وتحرك الجامعة العربية الآن بقيادة أمينها العام أحمد أبوالغيط تأكيد لدورها القديم أيام عزام باشا.. وكان للجامعة زمان دورها الإيجابى لمواجهة مؤامرة تقسيم ليبيا عقب نهاية الحرب العالمية الثانية إذ كانت المؤامرة تقضى بعودة طرابلس للإيطاليين وبرقة للإنجليز وفزان للفرنسيين.. وكان دور مصر عظيمًا فى التصدى لهذه المؤامرة..

■ وكان للمصريين دورهم فى الدفاع عن ليبيا عندما هاجمتها إيطاليا عام 1911 وانطلق فدائيوها يقاتلون مع مجاهدى ليبيا- ولهذا مقال آخر- وهو نفس ما جاءنى من جمعية العسكريين القدماء بدمياط برئاسة اللواء محسن هندام أحد أبطال حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر المجيدة وحرب العروبة عام 1990 لتحرير الكويت.. ومعه الرائد حسن المتبولى كبير مؤسسى الجمعية وأحد أبطال حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر إذ أعلنوا دعم الرئيس السيسى فى دفاعه عن ليبيا الوطنية، وما يتخذه من قرارات للحفاظ على الأمن القومى.. وذلك بحمل السلاح والمشاركة فى صفوف قواتنا المسلحة أو ضمن قوات الدفاع الشعبى والعسكرى عن ليبيا- وهو نفس ما قام به شعب مصر عام 1911 للمشاركة مع الوطنيين الليبيين ضد محاولات الغزو العثمانى الجديد لأرض ليبيا ومحاولات السلطان الجديد!!.

زر الذهاب إلى الأعلى