نشر موقع الشروق مقال للكاتب “عماد الدين حسين” بعنوان ” ساعتان في الأهلى بدون تعصب! ” جاء على النحو الآتي :-
مساء الثلاثاء الماضى، شهدت على مدار ساعتين كاملتين نموذجا من التسامح الرياضى، أتمنى أن يمتد ويتوغل وينتشر فى سائر ربوع الحياة الرياضية المصرية.
المكان هو الصالة المغطاة بالنادى الأهلى بالفرع الرئيسى فى الجزيرة، والمناسبة دعوة من الكابتن محمود الخطيب رئيس مجلس إدارة النادى لحضور حفل إفطار. الدعوة تلقيتها عبر ثلاثة من الأصدقاء إبراهيم المنيسى وجمال جبر وشريف فؤاد.
دخلت المكان قبل ربع ساعة تقريبا من موعد الإفطار، لأكتشف أن غالبية رجال الإعلام والصحافة إضافة إلى نجوم الرياضة موجودون.
الخطيب استقبل الجميع بنفسه، وبجانبه بعض أعضاء مجلس الإدارة، ورموز النادى مثل الدكتور محمد العدل وعدلى القيعى.
على المائدة التى جلست عليها كان معى الاصدقاء محمد على خير وحاتم محمود وإبراهيم المنيسى وعادل السنهورى وفتحى محمود وبجوارنا حسن المستكاوى وابراهيم حجازى ووائل الإبراشى وأحمد شوبير وتامر أمين وعلاء بسيونى وأحمد باشا وجمال حسين ودندراوى الهوارى وعصام شلتوت وخالد الإتربى.
بعد الإفطار داعبت العديد من كبار الأهلاوية، لماذا لم تفرحوا وتهنئوا الزمالك ببطولة الكونفدرالية الأفريقية؟!
المستشار أحمد الزند وزير العدل السابق، قال لى إنه حرص على الاتصال بكبار المسئولين فى الزمالك وهنأهم بالفوز.
وزير الرياضة الدكتور أشرف صبحى اكد على كلام المستشار الزند وقال إن الأصل هو العلاقات الجيدة بين الناديين، وما نراه أحيانا من تعصب يفترض أن يكون هو الاستثناء.
الكابتن مصطفى عبده أقسم لى أنه فرح كثيرا بهذا الفوز لأنه فوز لمصر أولا، ولا يعتقد أنه يوجد هناك مصرى سوى يفرح لهزيمة فريق بلده!
الدكتور محمد العدل قال لى إن فوز الزمالك هو أفضل هدية لمصر قبل بطولة الأمم الأفريقية بالقاهرة والخسارة ــ لا قدر الله ــ كانت ستكون نذير شؤم لنا فى البطولة، ثم إن الفوز هو تعزيز للرياضة المصرية وتأكيد على ريادتها فى أفريقيا. ومن مصلحتى كأهلاوى أن يفوز الزمالك بهذه البطولة، حتى يكون هناك تنافس حقيقى فى الدورى المصرى.
رمز أهلاوى كبير قال لى إنه بالفعل فرح لفوز الزمالك لكن المشكلة أن البعض قد يستخدم هذا الفوز، لزرع مزيد من التعصب الكروى.
نجم إعلامى أهلاوى كبير قال لى: «كنت أتمنى أن يكون هذا الفوز فى ظروف أفضل»! سألته: وهل كنت ستكون سعيدا لو عادت آلاف الجماهير الزملكاوية إلى بيوتها حزينة؟!
ضحك وقال لى بلغة لا أعرف إن كانت جادة أم ساخرة: «يعنى أيهما أفضل تعود الجماهير الزملكاوية حزينة لمدة يوم واحد، أم تفرح وتنكد علينا نحن بقية العام وربما لمدة ١٦ عاما قادمة فى اشارة إلى آخر مرة فاز فيها الزمالك ببطولة أفريقية عام ٢٠٠٣»؟!
سألت إعلاميا أهلاويا كبيرا عن سر عصبية الأهلى وتمسكه بإنهاء الموسم الكروى قبل بطولة الأمم الأفريقية فى حين أن اتحاد الكرة أجل له العديد من المباريات حينما كان يلعب فى البطولة الأفريقية، بل ولعب المباريات خلافا لترتيبها الطبيعى، مما جعله يفوز على كل الفرق الضعيفة ويحتل قمة الدورى؟!
هو قال لى كلاما كثيرا عن ضرورة وجود وقت للاستعداد للموسم الجديد، واختيار اللاعبين الجدد، والاستغناء عن بعض القدامى، وأنه طرح على اتحاد الكرة العديد من الحلول ووصلوا بالفعل إلى توافقات، وتم إعلان بعضها، لكنهم تفاجأوا بكلام جديد ومختلف، ويعتقد أن ذلك تم غصبا عن الاتحاد!!
قلت لبعض الأهلاوىة: إننى كزملكاوى لا استطيع أن أفهم سر عصبية بعض الأهلاوية، خصوصا بعد فوز الزمالك بالكونفدرالية، ولا أفهم سر رفض أداء المباريات بعد البطولة الأفريقية، خصوصا بعد تعادل الأهلى مع الاسماعيلى مما قلل من فرص الأهلى بالدورى، وأن هناك إحساسا بين الزملكاوية، بأن بعض مسئولى الأهلى يريد ضرب كرسى فى الكلوب، لمجرد أن فرص الزمالك للفوز بالدورى زادت إلى حد ما. طبعا جرى كل ذلك قبل ان يمارس الزمالك هوايته الطبيعية، ويتعادل مع الانتاج الحربى وحرس الحدود، مما يعنى فوز الأهلى بالدورى، اذا فاز على المقاولين مما يحل معظم المشكلة!!
انتهى الإفطار وتبادل الجميع السلامات والطيبات، وسعدوا بالأجواء الودية، خصوصا أن عدد الزملكاوية كان كبيرا فى الصالة المغطاة.
حينما غادرت المكان سألت نفسى: كيف ومتى يمكن تعميم هذه الروح بين الجميع، وكيف تنتقل من مثل هذه الأماكن الضيقة لتتسع على صفحات الصحف وشاشات التلفزيون ومواقع التواصل الاجتماعى، وهل ما شهدته من تسامح هو الأصل، أم أنه مجرد جملة اعتراضية فى بحر التعصب العميق؟!