نشرت صحيفة المصري اليوم مقال للكاتب ” عمرو الشوبكي ” بعنوان : ( حروب سيناء )
فيما يلي أبرز ما تضمنه :
ما حدث بالعريش صادم ومحزن لأنه جزء من حرب لم تتوقف ولم ننتصر فيها ، ومازال الإرهاب ينهش في دماء جنودنا وشعبنا ، ومازال غياب الشفافية والإصرار على التمسك بنفس الأساليب الأمنية دون مراجعة أي أخطاء هو السائد رسمياً ، والمفارقة أن طيران الجيش المصري رد على العملية الإرهابية الأولى وقصف أهدافاً متفرقة في مدينتي ( الشيخ زويد / رفح ) ، إلا أن العناصر الإرهابية عادت صباح اليوم التالي الاثنين الماضي لتهاجم كمائن عسكرية ومنشآت مدنية ، ومع ذلك سيصبح السؤال في حال وجود خلل أو تعثر في مواجهة الإرهاب هو : لماذا الفشل ؟
إن اقتصار معركتنا في مواجهة الإرهاب على الجوانب الأمنية والعسكرية هو نوع من القصور الفادح ، فلابد من التعامل ( السياسي – الاجتماعي ) مع البيئة الحاضنة التي أفرزت هؤلاء الإرهابيين .
تصاعد حدة العمليات الإرهابية في سيناء عقب المصالحة الفلسطينية والتقارب المصري مع حركة حماس في غزة ، واعتقال حماس (4) عناصر إرهابية من ضمنهم أحد أبرز قادة داعش الإرهابي يعني أن التداخل بين اللعبة السياسية الداخلية والإقليمية حاضر بقوة في معركة الإرهاب ، ويمثل أحد عوامل تصاعدها في سيناء ، وأن الأزمة السياسية الداخلية في مصر مهما حاولنا أن نتجاهلها ونعتبرها غير موجودة إلا أنها تعكس ظلالها على العمليات الإرهابية ، فرواية الانتقام والثأر من النظام الحاكم وخطاب المظلومية المتصاعد داخل سيناء وخارجها مَثّل بيئة خصبة لتجنيد عشرات من العناصر الإرهابية قضيتها ليست إصلاح الخطاب الديني ، إنما الانتقام من الخطاب السياسي الرسمي .. لن تقضي دولة القانون العادلة ودولة احترام الناس قضاءً تاماً على الإرهاب ، إنما بالقطع ستقلّصه وستخفض ضحاياه .