نشرت صحيفة المصري اليوم مقالاً للكاتبة ” سوزان حرفي ” .. وفيما يلي أبرز ما تضمنه :
- (4) شهور قادمة تفصلنا عن البدء في إجراءات الانتخابات الرئاسية ، ومن (4) شهور مضت بدأ التحرك الحثيث من ( الأحزاب / التحالفات / الائتلافات ) لدعم الرئيس لولاية جديدة ، نعم لم يتم انتخاب الرئيس على برنامج يمكن الرجوع إليه والحكم على ما تحقق وما لم يتم تنفيذه ، لكن كان هناك ميثاق ضمني لمن انتخب ” السيسي ” رئيساً ، ميثاق كتب مقدمته الشعب عندما ثار على كل من لم ينفذ أهداف ثورة يناير من ( عيش / حرية / عدالة ) ، وعندما لفظ كل نظام حاول إعادة نهج الانفراد بالسلطة أو تغييب المعارضة أو الوصاية على المجتمع ، سواء من ( المجلس العسكري ) أو من ( نظام الإخوان ) .
- لقد جاء ” السيسي ” مدعوماً بأصوات قرابة (97%) من المشاركين في انتخابات 2014 ، جاء محمولاً على آمال المصريين في بناء دولة تعرف قيمة المواطن وحقوقه ، وتوفر له الخدمات بأعلى كفاءة ممكنة ، وتخفف من أعباء الكادحين وتقلل من نسب الفقر ، دولة تصون الكرامة وترفع ميزانية التعليم والصحة لأعلى مستوياتها ، لم ينتخبه الفقير قبل الغني ليبني دولة المباني الشاهقة ولا القصور الفارهة ، فالتنمية ليست حجراً وإنما تنمية قدرات البشر ، فناطحات السحاب في أمريكا لم يبنها إلا مواطن حر أدرك واقعه واحتياجاته .
- حملات الداعمين ركزت على ضرورة استكمال ” السيسي ” برنامجه التنموي ، ومحاربة الإرهاب ، وهي أسباب تصب في صالح الرئيس نظرياً ، لكنها قطعاً تضرب الدولة وأجهزتها في مقتل ، فهي تؤكد أن النظام لم ينجح في بناء دولة المؤسسات التي تضع أجندتها وتخطط أهدافها وتحدد أعداءها وأصدقاءها ، وبالتالي تقرر مصالحها بغض النظر عمن يكون الرئيس .
- لقد فرض النظام الحالي على المصريين قراراته الاقتصادية ، واستجابت الغالبية وأخرج الكثيرون ما يدخرون مساهمة في مشاريع لا يعرفون جدواها ، لكنه كان الأمل في وضع أسس لدولة تقوم على الشراكة بين ( النظام / المواطن ) ، وبدلاً من أن يقدر النظام وحكومته للشعب موقفه ، فتحت الدولة عينها وفمها على ما يملكه المواطنون من جنيهات .
- إذا كانت هذه هي التنمية التي يجب أن يستمر الرئيس لاستكمالها ، فإنه إخلاصٌ لثورتي ( 25 يناير / 30 يونيو ) ، وانتماء لشعب دفع الكثير ولم يحصل على شيء ، وأملاً في مستقبل يحمي حقوق أبنائنا ( أغنياء / فقراء ) ، وتأدية لواجب قول كلمة حق أمام السلطة ، لكل ذلك وجب إعلان المعارضة مهما كان ثمنها ، لأن ما يخسره المواطن الآن أكبر بكثير من السكوت عليه .