تحقيقات و تقاريرعاجل

من ربح ومن خسر في مناظرة المرشحين للانتخابات الرئاسية الإيرانية

عن المناظرة بين المرشحين للرئاسة الإيرانية، كتبت لادين نصري وغولنار متولي في موقع بلومبرغ أن انتخابات 19 مايو في إيران ستكون بمثابة استفتاء على سياسات الرئيس حسن روحاني، رجل الدين المعتدل الذي رفع لواء إدخال إيران في الإقتصاد العالمي ووافق على فرض قيود على برنامج بلاده النووي في مقابل رفع العقوبات عنها.

ويخوض روحاني الحملة الانتخابية في مواجهة انتقادات من المحافظين والمرشد الأعلى آية الله علي خامنئي بسبب سياساته الإقتصادية. وكان الإقتصاد الفكرة الأساسية خلال المناظرات الرئاسية الثلاث بين روحاني ومنافسيه الخمسة.

وفيما يصعب استخلاص نتائج من مناظرة واحدة، فإن المحللين أبرزوا أداء رئيس بلدية طهران محمد باقر قاليباف، المرشح المحافظ الذي كان الأكثر هجوماً على روحاني، والذي شكك بكلام الرئيس عن أن البيئة الإقتصادية قد تحسنت واتهمه بالإخفاق في إيجاد وظائف بالقدر الذي وعد به. ويقول مساعد أستاذ الدراسات الأمنية في جامعة جورجتاون بواشنطن آريان طباطبائي الذي يتابع الشأن الإيراني عن كثب “من الواضح إن قليباف يبرز كأنه المنافس الرئيسي لروحاني”.

التحديات الاقتصادية

وأشارت الصحافيتان إلى أن الشؤون الإجتماعية كانت في مقدمة البرنامج، لكن الحوار انتقل بسرعة إلى التحديات الإقتصادية. وناقش المرشحون الستة عدم المساواة، والنقص في الوحدات السكنية التي يمكن تحمل تكاليفها وعمالة النساء. واختلف المرشحون حول ما إذا كانت الحكومة قد وفت بوعودها في تحسين مستوى المعيشة للإيرانيين الفقراء. واتهم أحد المرشحين روحاني بتجاهل تعهده إيجاد ما يكفي من الوظائف، واضعاً الرئيس في موقف دفاعي. وقال أكثر من 50 في المئة من الإيرانيين الذين استطلع آراءهم مركز “إيران بول” الذي يتخذ تورنتو مقراً له، إن الأولوية القصوى للرئيس المقبل يجب أن تكون خفض البطالة.

وعن المرشح الذي يحظي بدعم خامنئي، قالت الكاتبتان، إن الكثيرين يعتقدون بأنه إبراهيم رئيسي، رجل الدين الذي دخل السباق كشخصية غير معروفة. وفقط 9 في المئة ممن إستطلع “إيران بول” آراءهم كانت لديهم وجهة نظر إيجابية حيال رئيسي، بينما قالت نسبة 46% إنهم لا يعرفونه. وكان أداؤه ضعيفاً خلال المناظرة.

روحاني لم يربح

وأوضحت الصحافيتان أن روحاني بصفته خطيباً مفوهاً وسياسياً يتمتع خبرة، واصل الدفاع عن إنجازاته الإقتصادية، التي تضمنت خفض التضخم إلى ما دون العشرة في المئة للمرة الأولى منذ أكثر من عقد. ولاحظ الباحث في مركز الأمن النووي بجامعة ستانفورد للأمن والتعاون الدوليين فرزان سابت إن “روحاني لم يستغل الوقت المعطى له كما يجب، وإن أجوبته لم تكن ذكية أو متعلقة بالموضوع”. ولاحظ رئيس تحرير صحيفة “إعتماد” الإصلاحية جواد داليري إن “روحاني لم يربح ولم يخسر”.

جهانجيري   

وقال المحاضر البارز في العلاقات الدولية وسياسات الشرق الأوسط في جامعة برادفورد بالمملكة المتحدة أفشين شاهي إن نائب الرئيس إسحق جهانجيري الذي كان أشار إلى أنه سيخوض حملة لمصلحة رئيسه بدلاً من خوض حملة ضده، ولم تؤخذ مسألة ترشيحه بجدية، تحدى التوقعات وأطلق سلسلة دفاعات مؤثرة عن روحاني وحججاً قوية. وساعد حضوره في تحويل بعض الهجمات عن الرئيس. وحتى صحيفة “جمهوري إسلامي” المحافظة أقرت بأدائه، قائلة إنه وروحاني كانا مشرقين. ووصفت صحيفة “إعتماد” جهانجيري بأنه “زلزال”. وعما إذا كان يجب أن ينسحب من السباق لمصلحة روحاني، قال شاهي إنه (جهانجيري) “سيشتت الأصوات الليبرالية والمدينية مما قد يمهد ضمناً لفوز مرشح متشدد”. وتوقع أن “الإصلاحيين والمعتدلين لا يمكنهم تحمل هذا”، وانه من المحتمل أن تكون هناك “تسوية براغماتية” قبل يوم الإنتخاب.

زر الذهاب إلى الأعلى