في صباح يوم 21 يوليو 1969م، كانت جميع المحطات الإذاعية والقنوات التليفزيونية في العالم على موعد لإذاعة خبر وصول أول إنسان لسطح القمر، وهو رائد الفضاء الأمريكي «نيل آرمسترونج» أول إنسان تطأ قدماه سطح القمر، في الرحلة التي عرفت باسم «أبولو 11» التي سيرتها وكالة «ناسا» الأمريكية لاستكشاف سطح القمر.
رحلة رائد الفضاء الأمريكي نيل آرمسترونج، والتي خلدت اسمه كأول رائد فضاء تطأ قدمه سطح القمر، كانت بمثابة انطلاقة لروائد الفضاء للهبوط على سطح القمر، دفعت هاريسون شميت ثاني رائد فضاء يسير بقدميه على سطح القمر، للتأكيد على أن برنامج «أبولو» لو كان قد توقف تماما بعد رحلة 21 يوليو 1969 التي قام بها بيل آرميسترونج، فإن العينات المجمعة من سطح القمر كانت كافية لإعادة تشكيل معرفتنا بالنظام الشمسي بأسره.
حياة رائد الفضاء الأمريكي «آرميسترونج» والذي قام برحلته الشهيرة في التاسعة والثلاثين من عمره، كونه من مواليد 5 أغسطس 1930، في ولاية أوهايو الأمريكية، لم تكن تلك الحياة مترفة وفقا لما نشره عنه صديقه المقرب «جان باربري» في كتاب تضمن سيرة آرمسترونج الذاتية بعنوان «حياة طيار» والذي كشف عن الصعاب التي واجهها الطيار الأشهر ورائد الفضاء الأول وصولا لسطح القمر نيل آرميسترونج.
من ساعى في المطارولد آرمسترونج في أسرة أمريكية من أصول أسكتلندية وألمانية، كانت دائمة التنقل في العيش بين بلدات ولاية أوهايو الأمريكية، حتى نمى لديه حب الطيران في سنوات مبكرة من عمره، عندما أخذه والده وهو ابن العامين لسباقات كليفلاند الجوية، حتى خاض أول رحلة طيران مع والده وهو في الخامسة من عمره على متن طائرة فورد ثلاثية المحركات والتي تعرف باسم «الأوزة المعدنية».
عمل رائد الفضاء الأشهر في التاريخ، وهو في سن العاشرة من عمره، في مهنة تقليم الحشائش في أرض المقابر في مدينة واياكونيتا في ولاية أوهايو وكان يتقاضي على دولارا واحدا أجر على اليوم، والتي انتقل بعدها إلى العمل في العديد من الحرف بجانب دراسته لتوفير أموال للتعلم في حصص الطيران.
من ساعى في المطاروسعيا وراء تحقيق حلمه استطاع آرمسترونج، تعلم الطيران من خلال نظام الحصص التي كان يتلقاها محبو الطيران في مطار المقاطعة التي يسكن بها، وتمكن من خلال عمله توفير 9 دولارات مقابل حصة الطيران الواحدة، والتي نجح فيها جميعا واستطاع الحصول على رخصة طيران وهو في الخامسة عشر من عمره، وقبل أن يحصل على رخصة قيادة السيارة كان قد حصل على رخصة قيادة الطائرة.
وفي السابعة عشر من عمره استطاع آرمسترونج الالتحاق بجامعة بوردو للتخصص في دراسة هندسة الطيران، وكان ثاني شخص من عائلته يلتحق بالكلية، وتم قبوله بمعهد ماساتشوستش، حتى استطاع بعد تخرجه من العمل بالمطار المحلي والعمل بوظيفة «ساعي» في المطار ومساعدا للطيارين، وخلال عمله تمكن من مساعدة أحد الطيارين في الدفع بطائرته إلى مضخات الوقود وتنظيف النوافذ وتلميع الأسطح، وهو ما دفع الطيار لمنحه رحلة بطائرته وتلقينه دروسا إضافية في الطيران.
من ساعى في المطاروخلال فترة عمله بدأ «آرمسترونج» رحلة جديدة مع الطيران تمكن خلالها من الطيران بأكثر من 200 نوع من الطائرات المختلفة بدأ من الطائرة الشراعية وصولا إلى الطائرة الصاروخية X -15 والتي تصل سرعتها إلى 4000 ميل في الساعة الواحدة.
الشهرة الكبيرة التي حققها آرمسترونج وبراعته في مجال الطيران دفعت وكالة ناسا الأمريكية لاختياره ضمن برنامج «أبولو» التي كانت تجهز لها وكالة الفضاء الأمريكية للهبوط على سطح القمر، حتى تم الاستقرار عليه واختياره من بين جميع المرشحين، ليكون صاحب أول رحلة تتمكن من الوصول إلى سطح القمر، ليصبح أول إنسان تطأ قدماه سطح القمر.