كان أهل مكة يلقبونه بـ “شيطان قريش” .. وأرسلته قريش في غزوة بدر ليستطلع جيش المسلمين، حتى دارت المعركة وهزم المشركين، ووقع ابنه أسيرًا للمسلمين .. حينها جلس مع صديقه صفوان بن أمية وأتفق هو وصاحبه على قتل النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
وخرج متجهًا لقتل النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعد أن اتفق مع صاحبه أن يقضي عنه دينه ويرعى عياله في مقابل قتله للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، وطلب منه أن يكتم هذا الأمر فلا يعلمه أحد.
إنه الصحابي الجليل عمير بن وهب .. الذي خرج مشركًا عازمًا على قتل النبي فعاد مسلمًا من خيار المسلمين .. وقصة إسلامه عجيبه ..
فقد انطلق عمير بن وهب متوشحًا سيفه إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعد أن وضع فيه السم, ورآه عمر بن الخطاب رضي الله عنه, فدخل على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يخبره بمقدم عمير, وهو يقول لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: “يا رسول الله, إن عدو الله عمير جاء متوشحاً سيفه”، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: “أدخله يا عمر”.
فأدخله سيدنا عمر وهو يمسكه من حمالة سيفه, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أتركه يا عمر”، وقال لعمير: “اقترب ماذا جاء بك؟”. فقال له عمير جئت من أجل ابني الأسير الذي في أيديكم.
ولكن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أخبره بما دار بينه وبين صفوان من حديث. وقال له: “لقد جئت لتقتلني يا عمير, وهذا كان اتفاقك مع صفوان على أن يسد دينك يرعى هو عيالك, ولكن يا عمير الله حائل بينك وبين ذلك”.
هنا صاح عمير بن وهب: “أشهد إنك لرسول الله, إن ما حدثتني به لم يعرفه إلا أنا وهو فقط, وهذا معناه أن من أخبرك هو الله سبحانه, الحمد لله الذي هداني للإسلام”.
وأمر رسول الله بمن يعلمه أمور دينه, وإطلاق أسيره، وبعد ذلك حسن إسلام عمير بن وهب فطلب من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يأذن له أن يدعو الناس في مكة إلى دين الله الحق، فأذن له النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأسلم على يديه أناس كثيرون.