زار الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عاهل البحرين، قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، وذلك بمقر الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، حيث كان في استقباله قداسة البابا تواضروس الثاني وكبار المسئولين بالكنيسة أعضاء المجمع المقدسي.
وألقى الملك حمد كلمة جاء نصها:
بسم الله الرحمن الرحيم
قداسة البابا الأنبا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية
الحضور الأجلاء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
يقول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) ويقول تعالى: (وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُم مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى) وبعد:
إنه لمن دواعي الغبطة والسرور أن نجتمع بقداستكم وبرجال الكنيسة وبشعب مصر الكريم مسلمين ومسيحيين، حيث نرى تماسك الكلمة الوطنية بين أهل مصر عبر مؤسستين عريقتين لهما داخل مصر وخارجها كل التقدير والاحترام وهما الأزهر الشريف والكنيسة القبطية المصرية.
وإذ نلتقي اليوم بكم وفي أروقة الكنيسة التي كان لها دورها الكبير عبر التاريخ في جمع الكلمة ووحدة الصف، وسجلت مواقف مشرفة في تاريخ مصر الحضاري العريق، وعانقت مناراتها مآذن الأزهر الشريف لقرون طويلة، مؤكدة وحدة الشعب المصري بكل أطيافه تحت راية الوطن الواحد الذي يستظل به جميع أبنائه مع تعدد وتنوع دياناتهم ومذاهبهم وثقافتهم، بقيادة فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي، فإننا نؤكد احترامنا وتقديرنا لدور وجهود كنيستكم الفاضلة في نشر ثقافة السلم والسلام والتعايش والمحبة والإخاء.
قداسة البابا تاوضروس الثاني الحضور الكرام:
إن مملكة البحرين التي عرفت التنوع والتعددية والتعايش منذ القدم- ولله الحمد- تؤكد دومًا على تعزيز مسيرة المواطنة وكفالة الحريات الدينية، فالمنامة التي تحضن منارات المساجد والكنائس، لتؤكد أنها لجميع من يعيشون على أرضها دون تفريق لأي سبب من الأسباب.
وإذ يجمعنا بكم اللقاء اليوم؛ فإننا نثمن دور الكنيسة القبطية المصرية في ترسيخ قيم التسامح والتآلف ونشر المحبة والأمن والسلام.
سائلين الله في علاه أن يحفظ مصر وأهلها وأن يوفق قادتها لكل خير.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته