نيوزويك: الملك سلمان خالف تقاليد المملكة بتعيين ابنه وليًا للعهد
بعد ساعات من قرار الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود ملك السعودية، بتعيين ابنه الأمير محمد بن سلمان وليًا للعهد بدلًا من ابن أخيه الأمير محمد بن نايف، نشرت مجلة "نيوزويك" الأمريكية، تقريرًا عن الملك المنتظر للسعودية الأمير محمد بن سلمان، الذي سيكون أول أحفاد الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود في تولى حكم المملكة.
وأشارت المجلة إلى أن تعيين الأمير محمد بن سلمان، في منصب ولي العهد، تأتي استمرارًا لرحلة صعوده التاريخية، والذي يعد أصغر وزير دفاع في العالم، بالإضافة لأدواره الأخرى في المملكة حيث يشرف على شركة البترول السعودية، كما له دور في دعم الإصلاحات الاجتماعية في المملكة، التي أبرزها وضع قيود على عمل الشرطة الدينية "هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" في المملكة.
وولد محمد بن سلمان في جدة عام 1985، وهو الابن الأكبر للملك سلمان من زوجته الثالثة والأخيرة الأميرة فهدة بنت فلاح، ويراه العديد من المراقبين المستشار الأقرب لوالده، ليخطف الأضواء من إخوته الآخرين، وحصل شهادة في القانون من جامعة الملك سعود، ولم يتلقى تعليمه خارج المملكة على العكس من نظرائه من أمراء الأسرة المالكة.
وأضافت أن بن سلمان دخل المعترك السياسي في 2009 بعد تعيينه مستشارًا لوالده عندما كان أميرًا للرياض، وشغل بعدها عدد من المراكز في الدولة، ليتم تعيينه وزيرًا للدفاع في يناير 2015، ليدخل بعدها بأشهر حربًا في اليمن، للقضاء على المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران، وإعادة الرئيس عبدربه منصور هادي، الحرب التي تسببت في موجة من الانتقادات للسعودية بعد اتهامها باستخدام أسلحة محرمة دوليًا، والتسبب في أزمة إنسانية في اليمن حيث يعيش نحو 14.1 مليون مواطن في حاجة لمساعدات غذائية عاجلة.
كما شهدت فترة تولي محمد بن سلمان منصب وزير الدفاع، تدخل السعودية في الشأن السوري، فوفقًا للمجلة تقوم السعودية بتسليح المعارضة السورية ضد نظام بشار الأسد، والتي يتهم بعضها باتصالها بالقاعدة، كما قاد بن سلمان التحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب، والذي تم تشكيله من 34 دولة في ديسمبر 2015.
وادعت المجلة أن بن سلمان قد يكون هو المحرك الرئيسي للأزمة التي وقعت بين السعودية وقطر، وانتهت بإعلان السعودية وعدد من الدول على رأسها مصر والإمارات بإعلان قطع العلاقات بشكل كامل مع الجزيرة الصغيرة بعد اتهامات لها بدعم الجماعات الإرهابية.
وظهر بن سلمان في موضع المندوب المخلص لوالده، حيث زار ترامب في مارس الماضي كأول مسؤول عربي رفيع المستوى يزور ترامب بعد توليه المنصب، وأبدى الأمير السعودي حينها رضاه عن لقائه بالرئيس الأمريكي، وأثنى على ترامب توضيح آرائه عن الإسلام، على الرغم من التصريحات والتصرفات العدائية لترامب تجاه المسلمين خلال حملته الانتخابية وبعد توليه منصبه.
وقالت المجلة أن الترقية التي نالها محمد بن سلمان تعد مخالفة صريحة من الملك سلمان للتقاليد المتبعة في المملكة، بتوريث الحكم بين الأخوة، حيث جاء الملك سلمان لسدة الحكم في 2015 خلفًا لأخيه الملك عبدالله، ليعين بعدها الأمير مقرن بن عبد العزيز وليًا للعهد.
ولكن بعدها بثلاث شهور عين الملك سلمان ابن أخيه الأمير محمد بن نايف وليًا للعهد بدلًا من أخيه الأمير مقرن بن عبد العزيز، ليعلن الملك للمرة الثانية تغيير ولي العهد بقراره الذي صدر فجر اليوم بتعيين محمد بن سلمان وليًا للعهد.
