نيويورك تايمز: بن سلمان «المرشح المفضل» لترامب
أجرى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إتصالًا هاتفيًا بالأمير محمد بن سلمان ولي العهد الجديد في المملكة العربية السعودية، لتهنئته بالمنصب، وناقشا خلال المكالمة عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، وأصدر العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز أمرًا ملكيًا بتعيين محمد وليًا للعهد خلفًا للأمير محمد بن نايف.
ووصفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، بن سلمان بالمرشح المفضل لترامب لقيادة المملكة في الوقت الحالي، حيث يراه الأخير حليفًا استراتيجيًا للولايات المتحدة لتدعيم التحالف السني في الخليج العربي، كما يميل بن سلمان الذي يشغل منصب وزير الدفاع للصدام مع إيران، ما يتوافق مع موقف إدارة ترامب العدائي تجاه طهران، كما خطط بن سلمان لقرار القطيعة مع قطر، والذي باركه الرئيس الأمريكي لاتهامه الدوحة بتمويل الجماعات المتطرفة.
وشهدت زيارة بن سلمان الأخيرة للولايات المتحدة، تقاربا بين الأمير الشاب وجاريد كوشنر -صهر ترامب ومستشاره في البيت الأبيض- الذي استضاف الأمير على العشاء في منزله، ورافق كوشنر وزوجته ايفانكا ترامب الرئيس الأمريكي خلال زيارته للمملكة مايو الماضي، حيث رد الزيارة لبن سلمان في منزله.
وأضافت الصحيفة أن كوشنر وبن سلمان خططا لزيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسعودية، والتي أسفرت عن تعهد عشرات القادة العرب والمسلمين بمحاربة المتطرفين في بلادهم، وإيقاف سيل التمويل للجماعات الإرهابية، الزيارة التي وصفها مراقبون بأبرز ما قدمه ترامب في سياسته الخارجية حتى الآن، وأرجعوا الفضل فيها لولي العهد الجديد.
وظهرت مكانة الأمير بن سلمان المرتفعة خلال الأيام الأولى من إدارة ترامب؛ حيث طالب عدد من المسؤولين الأمريكيين، بمساعدة الرياض في حرب اليمن ضد الحوثيين المدعومين من إيران، لأهمية نتيجة تلك الحرب في حظوظ الأمير بمعركة الحكم في المملكة، حيث أجتمع ترامب مع بن سلمان في المكتب البيضاوي، واستضافه في غذاء رسمي، ليلتقي بعدها الأمير السعودي وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس لمدة 4 ساعات في البنتاجون.
ووفقا للصحيفة "يسعى كوشنر للحصول على مساعدة أو على الأقل مباركة الأمير بن سلمان لمبادرة السلام بين إسرائيل وفلسطين، والتي بدأت بزيارة كوشنر لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في الضفة الغربية، حيث أكد مسؤولون أمريكيون أنه من المؤكد أن تستمر مباحثات لفترة طويلة، لكنه من المفيد إذا وقعت دول عربية كبرى، ولاسيما السعودية، على الإتفاق".
ونقلت عن أحد الخبراء في شؤون الشرق الأوسط، قوله إن بن سلمان يعتقد أن المملكة يجب أن تحظى بعلاقات طبيعية مع إسرائيل، فيما شكك آخرون في رغبة الأمير في مشاركة السعودية في محادثات السلام بين تل أبيب ورام الله، وفي الوقت الذي ترى فيه إدارة ترامب مصلحًا على خلفية مشروعه "رؤية 2030"، حذر عدد من المراقبين البيت الأبيض من احتمالية أن يكون موقفه مخيبًا للآمال.
وقالت أن تلك الازدواجية في الآراء، ظهرت في فترة إدارة أوباما، حيث كان الأمير بن سلمان مجهولًا بالنسبة لدوائر صنع القرار في الولايات المتحدة، حتى تعيينه في منصب ولي ولي العهد في 2015، كما ظهرت العديد من الأصوات التي وصفته بالمتهور وحاد الطباع بعد الفوضى التي شهدتها الشهور الأولى من حربه على اليمن.
وأضافت الصحيفة إلى أن إدارة ترامب في بداية أيامها أبدت قلقها بين المنافسة بين الأمير بن سلمان والأمير محمد بن نايف ولي العهد السابق، والذي كان على علاقة جيدة مع مسؤولي الأمن القومي في إدارة أوباما، ولكن انتقال السلطة للجمهوريين في بداية هذا العام، أضاعت كل علاقات بن نايف في واشنطن، حيث أبدى إنزعاجه من زيارة بن سلمان الأخيرة للولايات المتحدة.