ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية أن كييف تتأهب لهجوم روسي كبير محتمل في غضون أيام، بعدما زعم مسؤولون أوكرانيون أن موسكو تحشد مئات الآلاف من قواتها وتكثف قصفها، قائلين إن التطورات “تشير إلى أكبر هجوم منذ بداية الحرب”.
هجوم روسي كبير
وأبلغ مسؤولون أوكرانيون الصحيفة الأمريكية أن موسكو تعمل على حشد مئات الآلاف من القوات وتستهدف عشرات الأماكن يوميًا في وابل متزايد بشكل ملحوظ من الهجمات المدفعية، مشيرين إلى أن القوات الأوكرانية تكافح للاحتفاظ بأرضها على امتداد 225 كيلومترًا في الشرق، في انتظار الدبابات والعربات المدرعة وأنظمة الأسلحة الأخرى من الغرب.
وقالت الصحيفة إنه بالرغم من أن التقارير الميدانية الأخيرة ليست بالأمر الجديد عندما كان الأوكرانيون يستعدون منذ أسابيع لهجوم روسي جديد قد ينافس بداية الحرب، إلا أنها تحذر بالفعل من “بدء الحملة العسكرية” لموسكو، حيث يسعى الكرملين إلى إعادة تشكيل ساحة المعركة واستغلال الزخم.
وأشارت الصحيفة إلى أن القتال العنيف يتركز الآن حول مدينة باخموت المحاصرة بشرق أوكرانيا، والتي اقترب سقوطها في أيدي الروس بعد أكثر من 10 أشهر من المعارك الدامية التي استنزفت الطرفين.
وقالت الصحيفة إن النهج الروسي قد تغير الشهر الماضي بعد أن أسند الكرملين لرئيس أركان الجيش الروسي، الجنرال فاليري جيراسيموف، مهمة قيادة القوات الروسية في أوكرانيا.
وأضافت أنه منذ ذلك الحين، كثفت موسكو من حجم قواتها بشكل مطرد في منطقة دونباس، سعيًا للسيطرة عليها.
ووفقًا لتقديرات المخابرات الأوكرانية، تنشر روسيا ما يقرب من 320 ألف جندي في أوكرانيا.
ونقلت الصحيفة عن محللين عسكريين قولهم إن موسكو لديها أيضًا أكثر من 250 ألف جندي احتياطي، “إما يتم تدريبهم أو يتمركزون داخل روسيا للانضمام إلى القتال في أي وقت”.
وأضاف المحللون للصحيفة أن موسكو قد تستعد لـ “فتح جبهة جديدة”، حيث تسعى إلى أن تتقدم قواتها عبر الحدود الروسية لاستعادة الأراضي التي “طُردت منها” في سومي أو خاركيف بشمال شرق أوكرانيا. وتابعوا أن روسيا، في الوقت نفسه، تهدف إلى تصعيد القتال على طول الجبهة الشرقية لإلحاق الضرر بالموارد الأوكرانية وتعطيل هجومها المضاد.
أهداف روسيا
وأردف المحللون: “المسألة الوحيدة التي اتفقنا عليها هي أن روسيا غير راضية عن الأراضي التي احتلتها، بينما تسعى للحفاظ على هدفها النهائي المتمثل في إخضاع أوكرانيا.
وإلى جانب الانهيار ومحاولة تطويق باخموت، وسعت روسيا في الأسابيع الأخيرة هجماتها لتشمل المواقع الأوكرانية صعودًا وهبوطًا على الجبهة الشرقية”.
يأتي ذلك في وقت تستعد فيه الولايات المتحدة لإرسال قنابل ذكية طويلة المدى إلى أوكرانيا كجزء من حزمة المساعدات العسكرية التالية المتوقع إعلانها غدًا، الجمعة. وأوضحت مصادر مطلعة أن السلاح الجديد عبارة عن “قنبلة ذات قطر” صغير يتم إطلاقها من الأرض بمدى يبلغ حوالي 150 كيلومترًا.