نيويوىك تايمز: بن سلمان «غير متوقع» ولا نعرف مستشاريه الذي يعتمد عليهم
عقبت صحيفة "نيويورك تايمز" الامريكية على قرار الملك السعودي سلمان بتعيين ابنه وليا للعهد؛ لافتة إلى أن تنصيب محمد بن سلمان صاحب الـ 31 عاما ليصبح وليًا للعهد يوم الأربعاء، هو مزيد من التمكين لزعيم ناشط شاب في الوقت الذي تعاني فيه المملكة من انخفاض أسعار النفط، والتنافس مع إيران والصراعات في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
وأضافت أن قرار تنحية محمد بن نايف من ولاية العهد أغضب الكثيرين من أفراد العائلة المالكة مع صعود الأمير الصغير ومنذ إعلانه وليًا للعهد ،يصبح لدى الأمير صلاحيات واسعة في المملكة، في وقت اعتبر فيه الحليف الحاسم للولايات المتحدة في الفترة الأخيرة، ووزيرا للدفاع، ومشرفا على شركة النفط الحكومية، والداعي إلى إصلاح الاقتصاد السعودي.
وقالت إن المرسوم الملكي الجديد يهدف إلى إنهاء مهنة الأمير محمد بن نايف، الذي شغل منصب وزير الداخلية، ويحظى باحترام واسع من قبل السعوديين وحلفائهم الأجانب لدوره في تفكيك شبكات القاعدة داخل المملكة.
وأضافت ان المملكة العربية السعودية هي واحدة من دول العالم القليلة التي تتبع نظام الملكية المطلقة. جميع القرارات الرئيسية هي ملك للملك، وهي طريقة استخدمها الملك سلمان لتمكين ذريته.
وقالت: أدى ارتفاع الأمير محمد بن سلمان السريع بالعديد من المراقبين السعوديين إلى الشك في أن والده أراد أن يجعل منه الملك القادم؛ وقد تولى الأمير الشاب بسرعة أدوارا بارزة في التعامل مع بعض أهم ملفات المملكة.
وبوصفه نائب ولي العهد، فقد قاد تطوير خطة واسعة النطاق، تسمى رؤية السعودية 2030، والتي تسعى إلى تقليل اعتماد البلاد على النفط وتنويع اقتصادها، لتخفيف بعض القيود الاجتماعية عن المملكة الإسلامية.
وكونه وزيرا للدفاع، كان مسؤولا رئيسيا عن التدخل العسكري للمملكة في اليمن، حيث يقود تحالفا من الدول العربية في حملة لطرد المتمردين الحوثيين من العاصمة وإعادة الحكومة.
وقال "قد أحرزت هذه الحملة تقدما محدودا في أكثر من عامين، واتهمت جماعات حقوق الإنسان السعوديين بقصف المدنيين، وتدمير اقتصاد ما كان بالفعل أفقر بلد في العالم العربي، وتفاقم أزمة إنسانية بفرض الحصار الجوي والبحري".
وذكرت ان السعودية وإيران تقفان على جانبين متعارضين من الصراعات في البحرين وسوريا واليمن في الوقت الذي تسعى فيه الدولتان الى تقليل نفوذ بعضهم البعض في أفريقيا وآسيا والشرق الأوسط.
وقال بول ستيفنز المحلل النفطي في الشرق الاوسط في مؤسسة تشاتام هاوس للصحيفة الامريكية إن "المشكلة هي أنه لا يمكن التنبؤ بما سيفعله بن سلمان وليس من الواضح من الذي يعتمد عليه للحصول على مشورة".
وأشارت إلى ان الأمير محمد شكل لنفسة صورة فريدة وأجرى مقابلات مع وسائل الإعلام الغربية، وأجرى رحلات رفيعة المستوى إلى الصين وروسيا والولايات المتحدة، حيث التقى بالرئيس ترامب في مارس الماضي
ولفتت إلى أن السعوديين الذين يعملون معه يثنون عليه ويرون انهأن لا يخاف من تحمل المخاطر وكسر الاتفاقيات، وهي سمة نادرة في المملكة الحذرة تاريخيا.