بطن منتفخ وجسم متورم ومتاعب في الظهر والحوض وتغيرات في الهرمونات وحتى في دقات القلب وضغط الدم . تغييرات واضحة تظهر على المرأة في فترة الحمل نراها منطقية وطبيعية للغاية كون جسدها يحتضن طوال تلك الشهور معجزة حقيقية ويحتضن روحًا وجسدًا آخر داخله ينقل له الحياة دفعة بعد آخرى، مما يجعل أية تغييرات تطرأ على الأم أمر طبيعي ومنطقي.
ولكن هل يتغير جسم الرجل أيضًا في تلك الفترة؟ الإجابة الأقرب إلى المنطق والتى نظنها جميعًا طبيعية هى أنه لا علاقة لجسم الرجل بالحمل من الأساس فكيف يتغير؟ ولكن للعلم رأي آخر ففي كتاب “The Male Brain: A Breakthrough Understanding of How Men and Boys Think” تناولت لوان بريزندين الطبيبة النفسية والعصبية الأمريكية التغييرات التي تحدث للرجل أثناء الحمل وقالت إن مرحلة الانتقال من “الرجل” لـ”الأب” تكون محفوفة بالكثير من التحولات الجسدية والعاطفية والهرمونية الحقيقية.
وقالت “بريزندين” في الكتاب إن الرجل أيضًا يحدث له تغير في الهرمونات أثناء حمل زوجته، ومثلما تتزايد هرمونات الاستروجين والبروجستيرون لدى الأم أثناء الحمل إلى ما يقرب من (3) أضعاف الوقت العادي ينخفض لدى الأب هرمون التستوستيرون وفي المقابل يزداد هرمون البرولاكتين.
وتقول الطبيبة النفسية والعصبية إن هذا الهرمون يعمل على تحفيز غرائزه كأب، وكما تتحول دماغ الصبي إلى دماغ رجل في فترة البلوغ، تتحول دماغ الرجل ببطء إلى دماغ أب خلال فترة الحمل.
أما عرضي التوتر والعصبية الشهيران للمرأة في فترة الحمل، فتقول الطبيبة النفسية والعصبية أيضًا إنهما يحدثان للرجل، وتقول إن معظم الرجال يعانون القلق والضيق خلال فترة الحمل، وتكون ذروة هذه المشاعر في فترة الأسابيع من السادس إلى الثامن من الحمل، وفي بعض الأحوال تتكرر مرات ذهابهم إلى الحمام وتدريجيًا يتغير شعورهم بالسعادة الغامرة بالحمل إلى شعور كبير بالقلق والتوتر العصبي.
أشارت “بريزندين” أيضًا إلى أن الأبحاث أكدت أن بعض الرجال يكتسبون المزيد من الوزن أثناء حمل زوجاتهم، كما أن بعض الرجال يعانون أعراضًا مشابهة لأعراض الزوجة من الغثيان والقيء.
وإلى جانب هذه التغييرات تطرأ على طبيعة جسم الرجل وحواسه تغييرات أخرى، أبرزها التغييرات في مراكز السمع لدى الأب خلال فترة الحمل، حيث تكون أكثر حساسية وكأن الطبيعة الأم تغير دوائر دماغ الرجل أيضًا وليس المرأة فقط لتجعله في حالة تأهب قصوى ليتمكن من الانتباه لطفله حين يصرخ فيما بعد لأن الأطفال حديثي الولادة يكونوا بحاجة للرعاية على مدار الساعة.