هل يجوز دفن الميت في بيته .. تمثل حدوث حالات الوفاة حالة من الفزع لدى أسرة المتوفى، لما قد تسببه الصدمه النفسية لهم من آلام بفقد المتوفى، وقد يدفع ذلك بعضهم للإقدام على بعض الأشياء الغريبة، ومنها رغبة البعض في دفن الميت في بيته وليس في المقابر على اعتبار أن النبي -صلى الله عليه وسلم- دفن في منزله.
وفي هذا السياق أوضحت دار الإفتاء أن الدفن في المقابر أفضل من المنزل، وذلك حتى يسهل على من يرغب فى زيارة الميت لمعرفة القبر، وأنه كلما كانت المقبرة التى يدفن فيها الميت معروفة وكبيرة يكون ذلك أفضل وأولى
وأوضحت أن النبي-صلى الله عليه وسلم- دفن في بيته، لأن ذلك من خواص الأنبياء أن يدفنون في المكان الذي يتوفون فيه، مستدلين بقول الشيخ زكريا الأنصاري فى كتابه “أسني المطالب في شرح روض الطالب” باب الدفن قوله “للميت وهو في المقبرة أفضل منه في غيرها للاتباع ولنيل دعاء الطارقين، وأن يكون في أفضل مقبرة بالبلد أولى، وإنما دفن النبي-صلى الله عليه وسلم- في بيته، لاختلاف الصحابة في مدفنه، ولأنهم خافوا من دفنه في بعض المقابر فتتنازع القبائل عليه بأن تطلب كل قبيلة دفنه عندهم ولأنه من خواص الأنبياء الدفن حيث ماتوا”.
ومن الأسئلة الشائعة في هذا الشأن أيضًا هو حكم البكاء على القبور وهل هو محرم أم لا، وفي هذا الإطار أوضحت دار الإفتاء أن البكاء على القبور جائز شرعًا، وأن سيدنا أبو هريرة -رضي الله عنه- روي أن النبي-صلى الله عليه وسلم- زار قبر أمه فبكى، وأبكى من حوله”.
وشددت الدار على أن مجرد البكاء عند القبور جائز شرعًا ولا شيء فيه وأن الذي يحذر منه الشرع هو التلفظ بالألفاظ أو التعبيرات أو القدم على فعل أشياء تخالف الشرع الحنيف وتظهر الجزع والاعتراض على حكم وقدر المولى عز وجل في عباده، مؤكدة أن بعض الأفعال التى تشهدها المقابر في بعض الأماكن من لطم وعويل وصويت وتلفظ بأقوال تخالف النص الشرعي هى من باب المخالفات التى لا يجيزها الشرع الحنيف.