تلجأ عدد من الدول إلى نوع من الحروب بعيدا عن الحروب التقليدية ، يمكن من خلالها تكبيد الأطراف المستهدفة خسائر اقتصادية وفي بعض الأحيان خسائر عسكرية فادحة، عن طريق اختراق أنظمة الشبكات الإلكترونية ، ونستعرض خلال التقرير التالي أبرز الجيوش الإلكترونية للدول :-
روسيا
في فبراير من العام الجاري، أعلن وزير الدفاع الروسي، «سيرجي شويغو» إن بلاده أنشأت جيشًا إلكترونيا تابعا لوزارة الدفاع، موضحا أن العمليات المعلوماتية تم تأسيسها، ونتوقع أن تمثل أداةً فعالةً في مجال ردع الدعاية المغرضة، متابعا: «يتوجب على الدعاية أن تكون ذكية، وفعالة وذات كفاءة».
جاء ذلك بعدما اطلق مدير الاستخبارات الداخلية الألمانية، «هانس جورج ماسن»، تحذيرات، في وقت سابق، من الهجمات الإلكترونية، منبها إلى قدرتها على تركيع الدول المتقدمة، وملمحا إلى احتمال تورط موسكو، في استهداف بلاده بهجمات من هذا القبيل.
ولعل أبرز التحركات المزعومة للجيش الإلكتروني الروسي، الاتهامات التي أطلقتها فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية، بمحاولة روسيا التدخل في الانتخابات الرئاسية في بلديهما.
إيران
وتعد إيران من أوائل دول المنطقة في تطوير جيش إلكتروني، وهي تمتلك الجيش الأكبر على صعيد المنطقة إن لم يكن الأوحد، وفقا لنائب ممثل المرشد الأعلى في الحرس الثوري العميد محمد حسين سبيهر، فإن الحرس الثوري يمتلك رابع أكبر قوّة إلكترونيّة في العالم، علما أن البعض يشير إلى أنّه كان من حيث الحجم في وقت من الأوقات الجيش الثاني عالميًّا بعد الصين.
في العام 2009، بدأت مجموعة تسمي نفسها الجيش الإلكتروني الإيراني ICA بالظهور على الساحة، وتزامن ذلك مع الانتخابات الرئاسيّة الإيرانية عام 2009، حيث يعد ذلك العام بداية تدشين العمل الحقيقي للقوات الإلكترونيّة الإيرانية، وركزت السلطات الإيرانية آنذاك على عزل وتفكيك أنشطة المعارضة الحركة الخضراء داخليا إثر اعتمادها بشكل كبير على التواصل بين أعضائها داخل إيران ومؤيديها خارج إيران من جهة، والتواصل مع العالم الخارجي من جهة أخرى على الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي.
إسرائيل
و تنهمك إسرائيل في استشراف خصائص التهديدات الناجمة عن تطور تكنولوجيا الحرب الافتراضية، حيث أحدثت تغييرات ترى أنها ضرورية لتأمين ترسانتها العسكرية ومنظوماتها الأمنية والمدنية المستهدفة إلكترونيا.
ويرى مدير معهد “ميدل ليسترنيت” لأبحاث الإنترنت والتهديدات الإستراتيجية بالشرق الأوسط والعالم الإسلامي الدكتور طال بافيل أن إسرائيل أسوة بكثير من الدول تولي أهمية قصوى للفضاء الافتراضي كونها تواجه حربا ضد أمنها القومي والاجتماعي والاقتصادي، حسب تعبيره.
ويضيف أن هذه التحديات تبرر تخصيص وحدات إلكترونية داخل الجيش الإسرائيلي لمواجهة التهديدات وجرائم الحرب الافتراضية.
ويلفت إلى أن إسرائيل تتمتع بتفوق في مجال صناعة التكنولوجيا وتعمل على تأهيل المواطنين والمؤسسات لصد أي هجوم إلكتروني في ظل تنامي وتيرة الصراع والمتغيرات بالشرق الأوسط.
ألمانيا
أما ألمانيا فأعلنت وزيرة دفاعها أورسولا فون دير لاين خلال العام الجاري، عن تكوين جيش إلكتروني كوحدة مستقلة داخل الجيش الألماني إلى جانب القوات البرية والبحرية والجوية، حيث يمارس مهام دفاعية وهجومية بشبكة الإنترنت.
وقالت الوزيرة إن عمل الجيش الإلكتروني لن يقتصر على صد هجمات القرصنة، بل سيرد عليها أيضا في ساحة المعركة، وهي الإنترنت. وأضافت “في حالة تعرض شبكات الجيش الألماني للهجوم من حقنا أيضا أن نرد”.
وشددت الوزيرة على حق الجيش في الدفاع عن نفسه إذا تعرضت قدراته الوظيفية وقدرته على الانتشار للخطر، وأشارت فون دير لاين إلى وضوح الرؤية القانونية فيما يتعلق بعمل هذه الوحدات الإلكترونية في المهام الخارجية للجيش الألماني، وقالت إن البرلمان هو الذي يحدد من خلال تفويض خاص بهذه المهام إمكانيات الجيش وحدوده “وينسحب ذلك بداهة أيضا على الساحة الإلكترونية”.
كوريا الشمالية
وكشف اختراق قراصنة لأنظمة الحاسوب التابعة لشركة “سوني بيكتشرز” بالولايات المتحدة، يعتقد أنهم من كوريا الشمالية، عن قدرات كبيرة تتمتع بها بيونغيانغ في مجال الاختراق الإلكتروني، لدرجة أن هذا البلد أصبح يستثمر موارد كبيرة في ما يمكن تسميته “الجيش الإلكتروني”، بتغطية حكومية.
وقدر رئيس المخابرات السابق في كوريا الجنوبية، كيم هيونغ كوانغ، عدد القراصنة المحترفين في كوريا الشمالية ما بين ألف و3 آلاف شخص، وذلك وفق وثيقة مسربة من كوريا الشمالية، حصلت عليها سول عام 2010، إبان حكم زعيمها الراحل كيم يونغ إيل، وفق ما ذكرت أسوشيتدبرس.
ويعتقد المسئولون في كوريا الجنوبية أن كوريا الشمالية تقوم بتدريب القراصنة في الكليات العليا، وذلك لشن هجمات إلكتروني على دول معادية، استهدفت معظمها شبكات حواسيب في كوريا الجنوبية، والولايات المتحدة.
واعترف كوانغ، الذي انشق عن الحكومة في كوريا الشمالية عام 2003، بأنه درب طلابا قراصنة في إحدى الجامعات في مدينة هامهونغ الصناعية لعقدين من الزمن، قبل انشقاقه، مشيرا إلى أنه يتم أيضا إرسال طلاب للدراسة في الصين وروسيا للغرض نفسه.
ويقول كوانغ، الذي يعيش في سول منذ عام 2004، إن عدد المجندين في “الجيش الإلكتروني” في كوريا الشمالية ارتفع منذ عام 2009، ليصل إلى 3 آلاف شخص، يتخذ بعضهم من الصين قواعد لهم.