أشاد وزيرالشئون الاجتماعية في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، هيكتور حجار، بالدور المصري الداعم والمساند للبنان حكومة وشعبا ولسيادة لبنان على أراضية، مؤكدا أن مصر تتخذ موقفا منذ سنوات وليس فقط الآن، هو دعم لبنان وسيادة لبنان وهذا موقف واضح وصريح ومحل تقدير واحترام من الحكومة والشعب اللبناني.
وقال حجار – في حوار لمدير مكتب وكالة أنباء الشرق الأوسط بعمان، خلال زيارته للأردن مؤخرا – إن الموقف المصري واضح وصريح وهو الدعم المطلق للدولة اللبنانية سياسا ودبلوماسيا وهذا واضح منذ الساعات الأولى للعدوان وأيضا قبلها منذ الأحداث الخطيرة التي مر بها لبنان من انفجار المرفأ والتظاهرات والوضع الاقتصادي الخطير الذي تمر به الدولة اللبنانية والفراغ الرئاسي الموجود أيضا، مشيرا إلى أن موقف مصر لم يتوقف عند هذا الحد بل أيضا هناك دعم مصري لا محدود وكبير بالمساعدات الطبية والغذائية والإنسانية.
وأضاف أن مصر قدمت مساعدات عند حادثة انفجار بيروت وأيضا عند انتشار فيروس كورونا ودعمت الأن مع هذه الأحداث ولا تزال ومستمرة في تقديم الدعم وهذه هي مصر العروبة دائما، مشيرا إلى أن مصر تدعم الموقف السياسي أيضا من خلال تنفيذ قرار1701 لوقف إطلاق النار وتضغط بكل ما لديها من قوة في العالم العربي والمجتمع الدولي؛ من أجل إنقاذ لبنان ووقف العدوان.
وبشأن التعاون بين وزارة الشئون الاجتماعية اللبنانية ونظيرتها المصرية، كشف الوزير هيكتور حجار أن التعاون والتنسيق بين البلدين تاريخي بحكم العلاقات التاريخية والوطيدة بين مصر ولبنان، موضحا أنه منذ بداية تعينه بالوزارة وهو على تواصل مستمر مع الجانب المصري.
وأوضح أن زيارات الوزراء المختصيين بالشئون الاجتماعية في مصر ولبنان لم تنقطع، وكانت هناك زيارات مصرية لتقديم الدعم للبنان في الظروف الصعبة قبل الحرب وأثناء العدوان أيضا، مشيرا إلى أن أخر هذه الزيارات كانت زيارة وزير الخارجية الدكنور بدرعبد العاطي للبنان لتقديم الدعم والمساندة وهذا هو الموقف المصري العروبي الدائم مع لبنان وغيره.
ولفت إلى أن التعاون والتنسيق العربي كبير جدا، خصوصا خلال الفترة الأخيرة نظرا لطبيعة وحجم التحديات التي تواجه الوطن العربي من حرب في لبنان وغزة وقبلها في اليمن وسوريا وليبيا، مؤكدا أن حجم التحديات كبيرة للغاية وهناك إصرار عربي حاليا من أجل وضع أطر للمواجهة الفعالة والناجزة.
وأشار إلى أن المنطقة العربية للأسف الشديد مشتعلة والأوضاع الإنسانية وحجم الدمار والخراب واحتياجات الأطفال والناس كبيرة جدا؛ وبالتالي وجب علينا العمل العربي المشترك من أجل إنقاذ الأطفال سواء في غزة أو حاليا في لبنان، مؤكدا أن طبيعة الأوضاع الكارثية حاليا في غزة ولبنان تتطلب المزيد من الجهد والتعاون والعمل هو ما نقوم به حاليا مع الأشقاء العرب.
وحول الأوضاع في لبنان، ووصف وزير الشئون الاجتماعية اللبناني، الوضع الحالي في لبنان بـ “الكارثي والصعب للغاية”؛ خصوصا مع دخول فصل الشتاء، مشيرا إلى أن 40% من الأراضي اللبنانية تقصف يوميا أمام المجتمع الدولي دون تحرك جاد لإنهاء العدوان الإسرائيلي.
وأوضح أن العاصمة اللبنانية بيروت نفسها والمنطقة الجنوبية في حالة قصف يومي دون توقف مما يزيد من صعوبة الأوضاع والدخول في الكارثة الإنسانية الحقيقية، مشيرا إلى أن حالات النزوح من مناطق القصف إلى المناطق الآمنة جزئيا تزداد ساعة بعد الأخرى.
وكشف الوزير اللبناني أن هناك أكثر من 1670 مركزا للإيواء تضم أكثر من 200 ألف مواطن لبناني في العديد من المناطق الآمنة جزئيا، مشيرا إلى أن هناك أكثر من 800 ألف مواطن يعد أيضا من النازحيين يتواجدون عند أصدقاء لهم أو أقارب وذلك منذ شهرين فقط من العدوان.
وأوضح أن أكثر من 60% من مراكز الإيواء هى مدارس وغير مؤهلة الاستقبال مثل هذا العدد من النازحين والأسر، لافتا إلى أن الأوضاع داخل هذه المراكز كارثية وانتشار الأوبئة قد تكون على مرحلة الاستعداد نظرا لفقدان كافة أشكال النظافة والغذاء وغير ذلك.
وعن فرص وقف إطلاق النار في لبنان، رأى وزير الشئون الاجتماعية اللبناني أن مسألة وقف إطلاق النار مجرد أحاديث هنا وهناك وللأسف لا يوجد على أرض الواقع تنفيذ ونأمل أن تكون الساعات القادمة والأيام القادمة منفتحة على إعلان وقف إطلاق النار كما يقال من الجانب الأمريكي وغيره، مشيرا إلى أن وقف إطلاق النار يتوافق مع وجود مفاوضات بين جميع الأطراف لتنفيذ ذلك على أرض الواقع.
ونوه إلى أن التفاوض هو السبيل الوحيد لوقف إطلاق النار أم الحديث عن وقف إطلاق النار بدون تفاوض حقيقي بين الأطراف؛ فهذا ليس وقفا لإطلاق النار وإنما حديث فقط، موضحا أن وقف إطلاق النار على أرض الواقع يتطلب وقتا طويلا لتنفيذه بعد حالة العدوان المباشر على بيروت والضاحية الجنوبية وكل لبنان.
وأعرب عن أمله في أن ينتهي التفاوض إلى وقف إطلاق النار على أرض الواقع ليس مجرد حديث عن إمكانية وقفه وخداع المواطنيين عن قربه دون أن يكون الأطراف المعنية بالتفاوض لديها الإرادة الحقيقة لوقف هذا العدوان خصوصا الطرف الإسرائيلي الذي لا يستمع لأحد وإنما يتحدث بنيابة عنه الجانب الأمريكي دون وجود ضغط حقيقي لوقف العدوان.
ورأى وزير الشئون الاجتماعية اللبناني أن الحديث عن وقف إطلاق النار سيأتي بعد أن أصبح لدى لبنان قرابة 5 آلاف شهيد ومازال العديد في الزيادة وأيضا أكثر من 14 آلاف مصاب و1000 معاق في شهرين فقط نتيجة لاستمرار وحشية العدوان الإسرائيلي دون رادع دولي لوقفه، موضحا أن التفاوض يجب أن يضمن أيضا إطلاق الأسرى اللبنانيين والجثامين التي يحتفظ بها الجانب الإسرائيلي، بالإضافة إلى وقف انتهاك سيادة لبنان جوا وبرا.
وأكد وزير الشئون الاجتماعية اللبناني أنه لا أحد سيخرج من هذه الحرب حاسما لوضع الأخر، موضحا أن لا إسرائيل تستطيع حسم مواقع المقاومة اللبنانية، ولا المقاومة ذاتها أعلنت أنها ستحسم المواقع الإسرائيلية، مؤكدا أيضا أن الخاسر الوحيد في هذه الحرب هو المواطن اللبناني الذي يعاني حاليا كارثة إنسانية وطبية واقتصادية وغذائية أيضا.
وتابع إن الشعب اللبناني وحكومته يرفض فكرة وقف إطلاق النار المؤقت بل يحتاج ويأمل وقفا لإطلاق النار دائم ومستمر كما حدث في مفاوضات 2006 والذي دام حتى 2023 أي 18 سنة، مشددا في الوقت نفسه على ضرورة أن يطبق مع وقف إطلاق النار قرارات الشرعية الدولية والأمم المتحدة التي تؤمن بها الحكومة اللبنانية وتعلن دائما أنها ستعمل من أجل تطبيقها.
وحول الدعم الأردني للبنان أيضا، أوضح وزير الشئون الاجتماعية اللبناني أن الأردن قدمت العديد من أوجه الدعم والمساندة للبنان منذ بداية الحرب، مشيرا إلى أن الجسر الجوي الأردني لدعم الجيش اللبناني وعائلاته، وهذا أمر محل تقدير واحترام.
ولفت إلى أن الانهيار الاقتصادي في لبنان يصل إلى مراحل صعبة للغاية؛ حيث أصبحت العملة اللبنانية تقدر مقابل الدولار الواحد 90 ألف ليره، مشيرا إلى أن إيرادات الدولة اللبنانية متوقفة ولا يوجد رئيس للدولة؛ وبالتالي نعمل على دعم الجيش اللبناني وعائلاته لأنه هو الوحيد القادر على استقرار الأمن في البلاد.
ونوه إلى أن مصر والأردن والأشقاء العرب قدمت العديد من أوجه الدعم للجيش اللبناني؛ ليحافظ على أمن واستقرار الدولة اللبنانية، موجها الشكر والتقدير للدول العربية الشقيقة التي قدمت الدعم سواء سياسي أو إنساني للبنان وشعبه وجيشه.
وحول التعويل على الدور الفرنسي في إيقاف العدوان على لبنان، أعرب وزير الشئون الاجتماعية اللبناني عن شكره لأي مبادرة فرنسية أو عربية أو دولية لوقف هذا العدوان؛ وهي محل تقدير واحترام من لبنان حكومة وشعبا، مطالبا فقط بأن يكون الحديث عن مبادرة لوقف إطلاق النار أو انتخاب رئيس جمهورية، منفذة على أرض الواقع وأن تكون شاملة وتنهي الوضع الكارثي في لبنان.