أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب استقالة وزير الداخلية ريان زينكي نهاية العام الجاري، بعد سنتين قضاهما في المنصب منذ ديسمبر 2016.
ريان البالغ 57 عاما هو عضو سابق في البحرية الأمريكية والعضو السابق بالكونجرس عن ولاية مونتانا، ويواجه المسئول الأمريكي تهما بسوء استخدام منصبه لتحقيق مكاسب شخصية، وتحدثت تقارير إعلامية أكثر من مرة عن “سوء أخلاقه”.
ويعد زينكي هو آخر مسئول يغادر إدارة ترامب، ومن المقرر الإعلان عن اسم الوزير الجديد الأسبوع المقبل، وفي عهده سعت الوزارة إلى تطوير عمليات التنقيب عن النفط والغاز والتعدين في الأراضي العامة، وتراجعت في عهده حماية الأراضي الفيدرالية والآثار التاريخية، حيث كان الوزير مهتما بخطة ترامب لزيادة إنتاج الطاقة، بحسب صحيفة “الجارديان”.
ريان أيضا هو أحد أكثر الأعضاء تأثيرا في الحكومة الأمريكية وكان له دور بارز في اتخاذ القرارات التي سيكون لها عواقب مستقبلية على تنمية الطاقة والبيئة، إلا أن الديمقراطيون الذين سيصبحون أغلبية في الكونجرس ومن المقرر أن يتولوا لجان المراقبة قد تعهدوا بإجراء مزيد من التحقيقات مع زينكي.
ويقول نيكول غيو مدير برنامج الوقود الأحفوري في جمعية اصدقاء الأرض الدولية إن “أيام زينكي في نهب أراضي وثروات الدولة قد ولت”، ويعرف الوزير المستقيل بدعمه لسياسات ترامب في الهجرة والطاقة.
كان مكتب المفتش العام، بهيئة الرقابة في الداخلية الأمريكية، قد نشر في أكتوبر الماضي تقريرا خلص فيه إلى أن زينكي مسؤولا عن سوء استخدام الأموال العامة، إذ سمح لزوجته وغيرها من أفراد عائلته باستخدام السيارات الحكومية “لأغراض شخصية”.
وذكرت تقارير إعلامية أمريكية، أن مكتب المفتش العام فتح ثلاثة تحقيقات على الأقل بحق الوزير، تتعلق بإجازة قضاها مع زوجته في اليونان عام 2017 كلفت الوزارة 25 ألف دولار من الأموال العامة، وصفقات عقارية في ولاية مونتانا عقدها زينكي ورفاقه، كما قام الوزير برحلة لمشاهدة مباراة للهوكي تكلفت اكثر من 12 ألف دولار.
كما رفض الوزير طلب قبيلتين من “الهنود الحمر” بتوسيع كازينو في ولاية كونيكتيكوت في إطار صفقة عقدها مع رئيس شركة الخدمات النفطية “هاليبرتون”، كما يتهم زينك بإعادة رسم حدود بعض المعالم الوطنية لأسباب سياسية، ويتهم أيضا الوزير بدعم شركة كهرباء صغيرة في مونتانا بحصولها على عقد بملايين الدولارات لإعادة بناء الشركة التي تأثرت بفعل إعصار ماريا.
وعرضت وزارة الداخلية في عهد زينكي الكثير من الأراضي في المزادات التي لم يكن لدى معظمها أي مزايدين على الإطلاق. وأرسلت الإدارة العام الماضي مذكرة إلى المكاتب الميدانية تطلب منها تخفيف العقبات والأعباء غير الضرورية والإسراع في عرض الأراضي للإيجار بحيث يكون الأمر أكثر سهولة.
ويقول كيران سوكلينج المدير التنفيذي لمركز التنوع البيولوجي “زينكي سوف يصنف كأسوأ وزير داخلية في التاريخ”، منتقدا نهج القطع والحرق المدمر للغاية في الأراضي العامة والحياة البرية.
وأكد راؤول جريجالفا العضو الديمقراطي بالكونجرس أنه خطط بالفعل لإجبار الوزير على الإدلاء بشهادته بشأن صفقة الأراضي امع شركة هاليبرتون، مضيفا أنه يعتزم التحقيق مع المسئول الأمريكي وأنه سيمارس دوره الرقابي على أي مسئول يحل محله، مشيرا إلى ان زينك استخدم نحو 50 ألف دولار من الأموال العامة في أغراض شخصية.