كشفت وكالة الأمن الصحي البريطاني، عن مرض جديد في بريطانيا، والذي يعرف باسم فيروس “حمى لاسا”، في مدينة بيدفوردشير، حيث أصيب 3 أفراد بهذا المرض، توفي أحدهم.
حمى لاسا
وأكدت وكالة الأمن الصحي البريطانية، أن الأشخاص ينتمون إلى عائلة واحدة، عادت مؤخرا من غرب إفريقيا، حيث ينتشر هذا النوع من الأمراض.
واكتشفت الصحة البريطانية 11 حالة جديدة بحمى لاسا في مختلف أنحاء البلاد، والتي تنتقل عن طريق القوارض.
وتعتبر هذه هي المرة الأولى التي يظهر بها المرض في إنجلترا، منذ ما لا يقل عن 13 عاما، وذلك منذ 3 أيام في المدينة التي تقع في شرق البلاد.
وتخشى وزارة الصحة البريطانية من تحول حمى لاسا إلى وباء عالمي، محذرة من خطورة انتقال هذا المرض.
وتم اكتشاف الفيروس المسبب لحمى لاسا لأول مرة في 1952، وفيروس لاسا هو فيروس من الفيروسات ذات حمض الرنا الوحيد الجديلة ينتمي إلى فصيلة الفيروسات الرملية.
ولا تظهر أعراض “حمى لاسا” على حوالي 80% من الأشخاص المصابين بالفيروس، ومن الممكن أن تسبب حالة واحدة كل خمس حالات للعدوى الإصابة بمرض وخيم إذ يصيب الفيروس عدة أعضاء مثل الكبد والطحال والكلى.
اكتشاف المرض
وكشف العلماء أن مرض حمى لاسا مرض حيواني المصدر مما يعني أن الإنسان يصاب بالعدوى نتيجة لمخالطة حيوانات مصابة بالعدوى.
والحيوان الذي يستضيف هذا الفيروس هو قارض ينتمي إلى جنس المستوم الذي تشيع تسميته “الجرذ عديد الأثداء”، ولا تصاب جرذان المستوم بالمرض نتيجة للعدوى بفيروس لاسا غير أنها يمكن أن تُخرج الفيروس في بولها وبرازها.
وقد كان من الصعب الكشف عن المرض لدى المرضى المصابين بالعدوى لأن مسار المرض السريري شديد التغير. وعلى الرغم من ذلك، يمكن وقف الفاشيات عندما يؤكَّد وجود المرض في مجتمع محلي بفضل عزل المرضى المصابين بالعدوى بسرعة واعتماد ممارسات جيدة للوقاية من العدوى ومكافحتها والتتبع الصارم لمخالطي المرضى.
ومن المعروف أن حمى لاسا متوطنة في بنين (حيث شُخصت للمرة الأولى في نوفمبر 2014) وغانا (حيث شُخصت للمرة الأولى في أكتوبر 2011) وغينيا وليبريا ومالي (حيث شُخصت للمرة الأولى في فبراير 2009) وسيراليون ونيجيريا لكنه يُحتمل وجودها أيضًا في بلدان أخرى في غرب أفريقيا.
أعراض حمى لاسا
تتراوح فترة حضانة حمى لاسا بين 6 أيام و21 يومًا، وإذا كان المرض مصحوبًا بالأعراض، فيبدأ ظهوره عادة تدريجيًا ابتداء من الإصابة بالحمى والضعف المعمم والتوعك وقد تلي ذلك بعد بضعة أيام المعاناة من الصداع والتهاب الحلق والألم العضلي والألم الصدري والغثيان والقيء والإسهال والسعال والألم البطني.
وفي الحالات الوخيمة قد يظهر تورم في الوجه وسائل في الجوف الرئوي ونزيف فموي أو أنفي أو مهبلي أو معدي معوي وانخفاض ضغط الدم.
وتحدث الوفاة عادة في غضون 14 يومًا من ظهور الأعراض في الحالات المميتة، حيث يتسم المرض بوخامته بوجه خاص في فترة الحمل الأخيرة ويسبب وفاة الأم أو الجنين في أكثر من 80% من الحالات في فترة الثلاثة أشهر الأخيرة من الحمل.
انتقال العدوى
يصاب الإنسان عادة بالعدوى بفيروس لاسا نتيجة للتعرض لبول جرذان المستوم المصابة بالعدوى أو برازها، وقد ينتشر هذا الفيروس أيضًا لدى الإنسان عن طريق الملامسة المباشرة لدم شخص مصاب بالعدوى بحمى لاسا أو بوله أو برازه أو غير ذلك من إفرازات جسمه.
ولا تتوفر أي بيّنات وبائية تدعم انتشار المرض بالهواء لدى الإنسان، وتنتقل العدوى من شخص إلى آخر في المجتمع المحلي وسياقات الرعاية الصحية حيث يُحتمل انتشار الفيروس عن طريق المعدات الطبية الملوثة مثل الأبر التي يعاد استخدامها. وقد بُلغ عن انتقال فيروس لاسا جنسيًا.
وتظهر حمى لاسا لدى جميع الفئات العمرية ولدى الجنسين، والأشخاص الأكثر تعرضًا لخطر الإصابة بها هم الأشخاص المقيمون في المناطق الريفية حيث توجد جرذان المستوم عادة، وخصوصًا في المجتمعات المحلية التي تعاني من سوء خدمات الإصحاح أو الاكتظاظ.
ويتعرض العاملون الصحيون لخطر الإصابة بحمى لاسا في حال تقديم الرعاية إلى المرضى المصابين بها دون اتخاذ تدابير الوقاية الصحية الواجبة واتباع الممارسات الملائمة للوقاية من العدوى ومكافحتها.
التشخيص
غالبًا ما يصعب التشخيص السريري لحمى لاسا لأن أعراض هذا المرض شديدة التغير وغير محددة وخصوصًا في مراحل المرض الأولى.
ومن الصعب أن تميَّز حمى لاسا عن سائر أشكال الحمى النزفية الفيروسية مثل مرض فيروس الإيبولا وأمراض أخرى تسبب الحمى بما فيها الملاريا وداء الشيغيلات وحمى التيفود والحمى الصفراء.
وشهد تفشي حمى لاسا في نيجيريا 211 حالة إصابة مؤكدة بحلول 30 يناير و40 حالة وفاة بمعدل إماتة الحالات يبلغ 19 في المائة، وقال مركز السيطرة على الأمراض في البلاد إن معظم الحالات تم تحديدها بين الأشخاص في العشرينات والثلاثينات من العمر وتنتشر في 14 من مناطق البلاد البالغ عددها 43 منطقة.