القمة العربية، قال أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، إن الصورة في المنطقة العربية خلال الشهور الماضية مختلطة تحمل بعض المؤشرات المطمئنة، جنبًا إلى جنب، مع مخاطر جديدة تُثير القلق الشديد.
اجتماع مجلس الجامعة العربية
جاء ذلك خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية لاجتماع وزراء الخارجية التحضيري للقمة (32) فى جدة.
بالنسبة للوضع في السودان قال أبو الغيط إنه اندلع نزاع مسلح شهدنا جميعًا مدى خطورته على شعب السودان الذي رُوِّع أبناؤه وواجهوا الموت والتشريد جراء صراع لم يتسببوا فيه وخطورته على الدولة السودانية واستقرارها ووحدتها الترابية وسلامة مؤسساتها الوطنية السودان بلدٌ عربي مهم واشتعال الصراع العسكري في مدنه وشوارعه على هذا النحو المؤسف أدمى قلوب العرب وإننا نعتبر قمة جدة فُرصة يتعين اغتنامها من أجل وضع حد لكافة المظاهر المُسلحة كخطوة أولى نحو استعادة الهدوء والعودة لمسار السياسة.
وركز على أن العرب لن يتركوا إخوانهم في السودان وحدهم فنحن نواكب التطورات ونُقدم كل الدعم الممكن.. وقد شكل مجلسكم الموقر مجموعة اتصال لهذا الغرض في السابع من هذا الشهر… ورأينا جهدًا كبيرًا محمومًا ومتواصلًا للوساطة قامت به المملكة العربية السعودية.. هنا في جدة.. ولكن الأمر مرهون في المحصلة بإرادة السودانيين وقياداتهم لوضع حدٍ لهذا الانحدار، وإسكات البنادق في أسرع وقت.
حل شامل أو تسوية نهائية
وأضاف: وبرغم أن الأزمات في سوريا واليمن وليبيا ما زالت قائمة من دون حل شامل أو تسوية نهائية إلا أنها تمر بمرحلة من الجمود التي تسمح بمقاربات جديدة وقد حدث بالفعل تحريك للمياه الراكدة في عدد من هذه الأزمات، منوهًا أنه اتخذ مجلس الجامعة قرارًا في 7 مايو حول سوريا انطوى على مقاربة شاملة للأزمة ومهد الطريق لانخراط عربي أكبر وأكثر فاعلية في تعزيز التسوية ومعالجة التبعات والآثار التي لحقت بسوريا ودول الجوار في السنوات الماضية.
واشار إلى إن سوريا دولة لها إسهام حضاري بارز في هذه المنطقة على مر تاريخها.. وهي دولة مؤسسة في هذه الجامعة وإننا جميعًا نتطلع لتفاعل سوري بنّاء وإيجابي مع هذا الحراك العربي لصالح شعبها، وتعزيزًا لدورها وحضورها.
وأضاف: نلمس بعض التطورات الإيجابية في مواقف دول الجوار وإدارتها لعلاقاتها مع المنطقة العربية.. أتحدث هنا عن إيران وتركيا على وجه التحديد وليس خافيًا ما عانته منطقتنا العربية، ولا زالت، من الآثار السلبية الخطيرة للتدخلات في شئونها الداخلية.. إننا نَنشُد علاقاتٍ تقوم على الاحترام المتبادل ومبدأ السيادة وعدم التدخل في الشئون الداخلية للدول.
التقارب السعودي الإيراني
ورحب أبو الغيط بالاتفاق الذي تم التوصل إليه بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية في بكين بمبادرة مشكورة ومحمودة من الرئيس الصيني.. ونتطلع إلى أن يُمثل هذا الاتفاق خطوة حاسمة لحل الخلافات والنزاعات الإقليمية بالطرق الدبلوماسية… وأن يؤسس لعلاقة جديدة قوامها حسن الجوار واحترام السيادة والالتزام بمبادئ ميثاق الأمم المتحدة الناظمة للعلاقات بين الدول.
وأضاف: الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة يقترب من مرحلة الانفجار.. نعرف جميعًا أن استمرار الاحتلال وإغلاق الطريق أمام التسوية التي تسمح بإنهاء الصراع وإقامة الدولة الفلسطينية هي الأسباب الرئيسية والجذرية لما يعانيه إخواننا في فلسطين ولكن زاد على هذه المعاناة في الشهور الأخيرة عامل جديد يتمثل في حكومة اليمين الإسرائيلي التي تُباشر سياسة بالغة التطرف والتهور أدت إلى زيادة منسوب العنف منذ بداية العام الحالي على نحو بالغ الخطورة، وينذر بما هو أسوأ.
وناشد على أن مبادرة السلام العربية، بكافة عناصرها، تظل خيارنا الاستراتيجي الأول لإنهاء الاحتلال ونُحمل الحكومة الإسرائيلية المسئولية عن هذا التدهور الخطير في الوضع ونؤكد أن ممارساتها المنفلتة ونهجها المتطرف سينعكس، من دون شك، على التعامل العربي معها وفق محددات مبادرة السلام العربية والفلسفة الحاكمة لها.
انخراط عربي أكبر في الأزمات والمشكلات إن العرب
واختتم كلمته قائلًا: إن هذه القمة، وبرغم انعقادها في أجواء مفعمة بالتحديات والأزمات، تؤشر لانخراط عربي أكبر في الأزمات والمشكلات إن العرب، أكثر من أي طرف آخر، هم من يدفع ثمن استمرار الأزمات وتعثر الحلول.. وإننا نتطلع جميعًا إلى قمة ناجحة بإذن الله تكون عند مستوى تطلعات الرأي العام، وعلى قدر التحديات القائمة تُقدم حلولًا عربية للمُشكلات العربية وتُعزز من قوة هذه الكتلة الإقليمية وتماسكها، وتوحِّد كلمتها.