يوم الإثنين 15 من نوفمبر سنة 1948 حوالى الساعة 2:45 بعد الظهر، كانت سيارة من طراز «جيب»، يركبها بضعة أشخاص، تسير ببطء فى شارع «جنينة القوادر» بجهة «الوايلية»، ووقفت أمام المنزل رقم 38، فاشتبه البوليس الملكى «صبحى على سالم» فى أمرها، إذ لم تكن تحمل أرقامًا، وكان بها صندوق وحقائب، فى وقت كثرت فيه حوادث النسف فى القاهرة.
فأمر البوليس راكبيها، الذين كانوا قد نزلوا منها، بأن يلزموا أماكنهم، ولكن هؤلاء فزعوا لهذه المفاجأة، وركنوا إلى الفرار، تاركين السيارة بما فيها، واتخذ اثنان منهم سبيلهما ناحية شارع «عبده باشا»، فتبعهما، وهو يصيح بأنهما «صهيونيان» يحملان قنابل، فانضم إليه بعض المارة فى تعقبهما حتى تمكنوا من القبض عليهما، وتبين أنهما المتهمان الحادى عشر والثانى عشر، أحمد عادل كمال وطاهر عماد الدين، «فى قضية السيارة الجيب».
وضُبطت فى هذه السيارة كميات من المواد الناسفة من أنواع مختلفة، كالـ«جليجنايت»، والـP.T.N، وعشرات من القنابل، وست لفات من فتيل الإشعال المؤمن، وثلاث لفات من فتيل الإشعال البرتقالى، ومدفع «ستن»، وثلاث خزنات، وسبعة وعشرين مسدسًا من أنواع مختلفة، وأربعة خناجر، ومئات الطلقات النارية، وعدد كبير من المفجرات الكهربائية، وست ساعات زمنية، وقناع أسود، ولغم، كما ضُبطت بها أيضًا أوراق تنظيمية خطيرة.
ذكَّرتنى سيارة معهد الأورام المفخخة بقضية السيارة الجيب، وسيعمد إخوان الشيطان إلى التنكر لتفجير معهد الأورام، وَلَّفوا على الكذب، إخوان كاذبون، ولكن بصماتهم ظاهرة للعيان، وتاريخهم الإرهابى القذر شاهد ومسجل عليهم، ومهما تنكروا وتحايلوا على المصريين فهم إرهابيون متهمون ومحتملون.
الإخوان هم الإخوان، كلاب النار يكررون أساليبهم الإرهابية الموروثة منذ زمن كبيرهم الذى علمهم الإرهاب، وضع البذرة النجسة فى رحم الجماعة فاستولدتها إرهابيين محتملين، كل إخوانى إرهابى محتمل وإن صام وإن صلى، كل إخوانى عدو وإن شاطرك لقمة الخبز، الإخوان مالهمش أمان أبدًا.
أسلوب السيارات المفخخة اختراع إخوانى، أوراق التاريخ لا تكذب أبدًا، وأوراق قضية السيارة الجيب يحفظها التاريخ، كما يحفظ التاريخ أوراق القضية رقم 12 لسنة 1965، المعروفة بقضية تنظيم 65، بهدف إحياء تنظيم الإخوان، واغتيال شخصيات سياسية وعامة، وتفجير القناطر الخيرية بالوجه البحرى وقناطر إسنا بالوجه القبلى لإغراق الدلتا والوادى.
مادام الإخوان بين ظهرانينا فلا أمان، سيظل الخطر ماثلًا، المعركة لم تنتهِ بعد، والتفجيرات جدّ متوقعة، والإرهاب الإخوانى يتربص بنا الدوائر، وفى غمضة عين سيَنْقَضّ مُباغِتًا، لا تأمنوا الإخوان وإن ارتدوا مسوح الرهبان.