اندلعت احتجاجات منتصف ليل الجمعة في تونس لعاطلين عن العمل، فيما انتشرت عمليات نهب وسطو وحرق لمراكز أمنية، بحسب شهادات لمسئولين في الأمن ووسائل إعلام محلية.
وتواصلت الاحتجاجات في عدة مدن للمطالبة بفرص عمل وبالتنمية لليوم الخامس على التوالي.
وتوفي يوم الأحد محتج في حادث صعق بالكهرباء في القصرين ليشعل بذلك الاحتجاجات في المنطقة، بينما توفي رجل أمن ليل الأربعاء إثر انقلاب سيارة أمنية في أثناء ملاحقة محتجين.
وقال متحدث باسم وزارة الداخلية إن محتجين استهدفوا مقرات للشرطة وأحرقوا سيارات أمنية، مضيفًا أن الشرطة تصدت الليلة لمحاولات مجموعات السطو على محال ومراكز تجارية في منطقتي سيدي حسين وحي التضامن بالعاصمة، وفي جندوبة وبنزرت.
وذكرت تقارير إعلامية أن محتجين تكمنوا من السطو على فرع بنكي، ونهب محال في حي التضامن، كما أحرقوا مقرات أمنية في الجريصة بمدينة الكاف وفي قبلي ودوز وتوزر.
وحذر المتحدث باسم وزارة الداخلية من استمرار الوضع على حاله بما يحد من جاهزية قوات الأمن وتشتيت جهودها في مكافحة الإرهاب.
وتعيد الاحتجاجات الحالية إلى الأذهان أحداث الثورة التي أطاحت بحكم الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي عام 2011 كونها تحمل ذات المطالب الاجتماعية.
وقال الاتحاد العام التونسي للشغل، الفائز بجائزة نوبل السلام لعام 2015 ضمن رباعي الحوار الوطني، إن الاحتجاجات تأتي بسبب الفشل في تحقيق آمال الشباب بعد خمس سنوات من الثورة وبعد سيل من الوعود الانتخابية الوهمية التي عمقت الإحباط وأفقدت الشعب الثقة في نخبه السياسية.
وشدد الاتحاد على حق التظاهر السلمي، لكنه حذر من تربص الإرهابيين واندساسهم بين المتظاهرين وتحويل وجهة الاحتجاجات إلى التخريب والحرق والقتل واستغلالها لفك الحصار على الإرهابيين والمهربين.