يعد الوعى الجماهيرى من أهم دعائم نهوض وتقدم الأمم. إن التخلف دائما ما يكون وليدا لنقص الوعى وهو أمر يؤثر بالسالب إلى درجة الخطر الجسيم.. على كل مقدرات الحياة فى أى وطن. هذا الأمر مرتبط بالجهود والمسارات الصحيحة لمجريات التثقيف التى يجب أن يضطلع بها المجتمع بأثره. هذه المهمة هى مسئولية الإعلام بكل وسائله وكذلك المنظمات والمؤسسات التعليمية والثقافية والمدنية والسياسية إلى جانب الأجهزة المعنية فى نفس الوقت.
من ناحية أخرى فإن للدولة وحكومتها دورا كبيرا فى تحقيق إنماء هذا الوعى وتحفيزه بالعمل على إرساء مشاعر الثقة بينها وبين الناس. يتم ذلك من خلال ما تقوم به وما تتخذه من قرارات وإجراءات فيما يتعلق بإدارة شئون البلاد فى كل المجالات.
فى هذا الشأن فإن عليها التمسك بالتوقيت المناسب والدراسة والتقدير السليم والتريث ومراعاة عدم تحميل الناس فوق طاقتهم من الضغوط فيما يتم من إجراءات. يجب أن يوضع فى الاعتبار ما يسود المزاج الشعبى والأوضاع المعيشية بشكل عام.
وصولا إلى تحقيق التطلعات اللازمة.. فإنه لابد من الحرص عند الإقدام على الاخذ بأى توجهات فى عملية الإدارة.. ان يجرى التنفيذ وفقا لدراسات متأنية مع الاستعانة برأى وفكر الخبراء والمتخصصين الوطنيين المتوفرين على أعلى مستوى.
يأتى ذلك باعتبار أن محصلة تفاعل الآراء والأفكار تقود للتوصل إلى الإجراء السديد وفى التوقيت الصحيح لصالح الوطن. هذه التعاملات يجب أن تتسم وتلتزم بالصراحة والشفافية والعلم والخبرة. فى نفس الوقت فإنه مطلوب تسليط الأضواء على الإنجازات الملموسة بصورة حرفية ومهنية سليمة ومقنعة سندها المشاهدة على الطبيعة مع ربطها بالمصالح المباشرة للناس.
هذه الخطوة وعلى ضوء ما يترتب عليها من نتائج إيجابية سوف تعظم من الوعى الذى محوره ما يتم استشعاره من نتائج على أرض الواقع. لا جدال أن بلوغ هذه المعادلة.. تعد من أهم ضمانات أمن واستقرار الوطن وتقدمه ورفاهيته وازدهاره. الالتزام بهذه الركائز يعنى عدم إتاحة أى فرصة للعناصر المتآمرة الكارهة للوطن بممارسة أنشطتها الإجرامية وتجعل من الشعب حائط صد صلبا أمام محاولات العبث بأمنه واستقراره.
إن أهم حدود للتمتع بهذا الوعى المستهدف يتمثل فى وقوف أطياف الشعب بفاعلية فى مواجهة كل ما يهدد أحلامه وآماله فى مستقبل باهر له والأجيال القادمة. حول هذا الأمر فإنه يجب أن يتوفر لآداء هذا الواجب الوطنى.. المتطلبات والإمكانات التى تساعد وتسهل دون تعقيدات.