مصر تنفق 1.5 مليار دولار سنويا لتغطية 90% من احتياجاتها من البذور من الخارج .. .. ومخالفة مواصفاتها أصابت محاصيل الطماطم في مقتل .
في الوقت الذي يعاني منه قطاع الزراعة من العديد من الأزمات الماضية كأزمة البطاطس والطماطم والفاصوليا بعد دمار 40% من محصول الشتاء؛ بسبب مرض ذبابة الفاصوليا تظهر قضية أخرى بالغة الأهمية تطرح الأسئلة حولها وهي قضية استيراد البذور من الخارج، حيث أن مصر لا تقوم بزراعة البذور وهو الأمر الذي نتج عنه دخول بذور غير مطابقة للمواصفات الأمر الذي حدث بسببه أزمة الطماطم التي ارتفعت أسعارها لتسجل 13 جنيها خلال الفترة الماضية قبل أن يتم تدارك الأزمة وتعود الأسعار لطبيعتها بعد خسائر آلاف الأفدنة نتيجة إصابة المحاصيل بمرض تجعد الأوراق، الأمر الذي نتج عنه توصية وزارة الزراعة بوقف استيراد البذور التي أصابت المحاصيل مؤخرا بعد فوات الأوان وتضرر المزارعون من بذور الطماطم والبطاطس أيضًا.
ويطرح هذا تساؤلات حول أسباب عدم إنتاج البذور في مصر خاصة مع ارتفاع استهلاك مصر منها واستيرادها بالعملة الصعبة، والتي أكد وزير الزراعة مؤخرًا خلال تصريحات له أن معدل استيرادها يصل إلى مليار دولار سنويًا، وهذا بالرغم من وجود مساحات وتقنيات في مصر كافية لزراعتها أو إنتاجها.
في البداية يقول الدكتور حسام معبد، الخبير الزراعي، إنه يمكن علاج أزمة البطاطس أو الطماطم من خلال زراعة الأنسجة حيث يتم أخذ نسيج من البطاطس وتربيتها بكميات كبيرة في المعامل ومن ثم إنتاج البذور اللازمة ولكن المشكلة تتمثل في وجود حالة من الكسل والرغبة في الاعتماد على التجار الذين يحبذون استيراد البذور والتقاوي من شركات القطاع الخاص التي تعزف عن الدخول في الإنتاج حيث ترغب في استثمار الأموال في الاستيراد وليس في الإنتاج الذي سيكلف الكثير من الأموال على حد قوله، مؤكدا على أنه يجب أن يكون هناك إرادة يمكن أن تبدأ وتنطلق من الجهات الزراعية في مصر وبما يعمل على تشجيع الفلاحين من أجل الإنتاج.
وفي هذا السياق استنكر حسين أبو صدام رئيس نقابة الفلاحين، استيراد مصر لـ 90% من البذور رغم إمكانية الاكتفاء الذاتي حيث يتم إهدار مليار ونصف دولار سنويًا على استيراد البذور، كما يتم استيراد بذور لزراعة الطماطم والخيار بمبلغ يصل إلى 150 دولارا و1.2 مليار جنيه تقاوي للبطاطس.
وتساءل أبو صدام عن كيفية إهمال اللبنة الأساسية للزراعة التي تعد البنية الأساسية للإنتاج الزراعي واستيرادها من الخارج رغم توافر الإمكانيات، كاشفا عن أن البذور الوحيدة التي تزرعها مصر هي بذور البرسيم، مؤكدا على ضرورة الاهتمام بالأمر إذا كان هناك نية للارتقاء بالقطاع الزراعي الذي يعد من أكثر القطاعات المساهمة في دعم وزيادة النشاط الاقتصادي للدولة.
الكلمات المفتاحية